أعلن عمدة الحي المالي للندن اللورد أندرو بارملي، اليوم الثلاثاء، تنظيم معرض للاستثمار في الكويت في العاصمة البريطانية لندن العام المقبل، بالتنسيق والتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر. وقال بارملي في تصريح لـ «كونا» على هامش زيارته الى الكويت التي استمرت يومين، إن الزيارة كانت مثمرة وتم خلالها الاجتماع مع العديد من المسؤولين والشخصيات الكويتية بهدف تعزيز وتوطيد العلاقات التجارية بين البلدين. وأفاد بأن لقاءاته الاقتصادية شملت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة انس الصالح، والمدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار الاجنبي المباشر الشيخ الدكتور مشعل الاحمد، والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر السعد، اضافة الى مسؤولي بعض المؤسسات الاقتصادية العاملة في لندن. وذكر ان اللقاءات تضمنت بحثا وشرحا لخطط الكويت لتنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، فضلا عن بحث خطط التنمية في الكويت والمساعي للتحول الى مركز مالي وتجاري، اضافة الى افتتاح المقر الجديد لبنك «اتش.اس.بي.سي». وعن حجم التبادل التجاري، اوضح ان حجم الصادرات البريطانية الى الكويت من بضائع وسلع وخدمات بلغ نحو 1.5 مليار جنيه استرليني خلال العام الماضي. وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست)، قال ان مدينة لندن تحرص دائما على التواصل والانفتاح على كافة انحاء العالم، فضلا عن الحرص على ان يشعر اصحاب الاعمال والطلبة الدارسون في لندن أنهم في أمان واستقرار بعد «بريكست»، اضافة الى تأكيد استمرار تواصل الاعمال والنشاطات التجارية ما بين لندن وبقية الدول العربية. واعتبر ان تأثير «بريكست» على الاستثمارات الخليجية في لندن محدود خاصة عند الحديث عن الاستثمارات بعيدة الاجل والتي هي الصفة العامة للاستثمارات الخليجية هناك، اذ ان المؤشرات الاقتصادية لبريطانيا بعد عملية «بريكست» تظهر ان الاسواق مستقرة وسعر الجنيه الاسترليني مستقر ايضا. واضاف ان جولته الاخيرة على دول الخليج العربي واللقاءات المتعددة بينت انه لا يوجد قلق من قبل المستثمرين الخليجيين على استثماراتهم في لندن في اعقاب «بريكست»، خصوصا اصحاب الاستثمارات العملاقة والضخمة، التي «ستستعيد قيمتها وتنمو بشكل اكبر في المستقبل». وشدد على انه لمس خلال اللقاءات المتعددة وجود قابلية لدى المستثمرين الخليجيين للاستثمار في مشاريع البنى التحتية في بريطانيا. وأكد اللورد بارملي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وان المتبقي هو اجراء مفاوضات للحصول على افضل الشروط لهذا الخروج. وعن تأشيرات الدخول لبريطانيا، قال انه يتم اصدار نحو 100 الف فيزا سنويا للمواطنين الكويتيين، مشيرا الى انه تم أخيرا العمل بنظام التأشيرة الالكترونية لتسهيل عملية الاصدار والموافقة على هذه التاشيرات. واوضح ان وظيفة عمدة لندن هي تمثيل المصالح الاقتصادية لعموم بريطانيا في حين تقتصر مهمة عمدة اي مدينة على ادار المدينة التي هو عمدتها في حين ان واجب عمدة الحي المالي هو تهيئة المناخ والظروف المناسبة لبيئة اعمال وخدمات مناسبة. وعن الاقتصاد البريطاني، قال ان هناك عدم يقين حول الاقتصاد العالمي حاليا، مشيرا الى ان الوضع الاقتصادي في بريطانيا مستقر ولم يتم نقل اي من المؤسسات او الاعمال من لندن بعد «بريكست». وذكر ان هناك سعيا للتركيز على قطاعات جديدة لجذب الاعمال، «وعلى سبيل المثال الصيرفة الاسلامية اذ يوجد في لندن 20 مصرفا يعملون في هذه المجال وهناك نحو 70 مؤسسة تعليمية متخصصة بمجال الصيرفة الاسلامية». وأضاف ان لندن تعمل ايضا على تشجيع الاعمال المتخصصة في مجال البيئة «البصمة الخضراء»، مستبعدا ان تحل اي من دول اوروبا او حتى مدن المملكة المتحدة مكان لندن كمركز مالي عالمي.
مشاركة :