مكسيكو (أ ف ب) - يجتمع رؤساء بلديات المدن الكبرى في العالم اعتبارا من الاربعاء لمدة ثلاثة ايام في مكسيكو في محاولة لمكافحة الاضطرابات التي تصيب المناخ وتشكيل جبهة لمواجهة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب المشكك بواقع التغير المناخي. وترأس مؤتمر تجمع "سيتيز 40" (سي 40) وهي اكبر شبكة لمدن العالم، للمرة الاولى رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو التي تخلف عمدة ريو دي جانيرو (البرازيل) ادواردو بايس على رأس هذه المنظمة. والتزمت ايدالغو النضال "من اجل ان تحشد اكبر مدن العالم واكثرها نفوذها قواها للعمل على فرض احترام اتفاق باريس" المناخي الذي ابرم قبل عام تقريبا في ختام قمة المناخ في العاصمة الفرنسية. والعام الماضي في باريس بعد سنوات من المفاوضات، حددت البلدان هدفا لها باحتواء ارتفاع درجات الحرارة في العالم "الى ما دون درجتين مئويتين" وزيادة الالتزامات بتقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهي التزامات غير كافية حاليا لبلوغ هذا الهدف. وقالت رئيسة بلدية العاصمة الفرنسية "في مكسيكو ستعلن باريس ومدن اخرى رائدة اجراءات جديدة لمكافحة تلوث الاجواء". وسيشكل هذا المؤتمر فرصة ايضا لعرض الحلول المختلفة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة واقامة مدن "مراعية للبيئة ويمكن للمواطنين الاقامة فيها" على ما اكد المنظمون الذين يستقبلون 60 رئيس بلدية من الاكثر نفوذا في العالم. وسيخيم طيف الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على نقاشات رؤساء البلديات هؤلاء بسبب الابهام المحيط بمواقفه حول المناخ الذي فتح الباب امام تفسيرات مختلفة واثار قلقا. - اقامة سد - وسيتحدث رؤساء بلديات مدن اميركية عدة من بينها شيكاغو في الشمال وواشنطن ونيواورلينز (جنوب) وأوستن (جنوب) وفينيكس (جنوب شرق) عن مستقبل مكافحة الاحترار المناخي في الولايات المتحدة من اجل اقامة سد منيع على الارجح في وجه ترامب صاحب الامبراطورية العقارية الذي وصف التغير المناخي بانه "خدعة" لفقها الصينيون. وخلال الحملة الانتخابية تعهد الملياردير الشعبوي العودة عن التزام الولايات المتحدة احترام اتفاق باريس قبل ان يخفف من موقفه القاطع هذا بعض الشيء بقوله انه "منفتح" حول هذه المسألة. وقال رئيس بلدية سيدني الاسترالية كلوفر مور "بعد هذه الانتخابات، بات من المهم اكثر من اي وقت مضى لمسؤولي المدن المحافظة على نهجها لان العالم باسره يعتمد عليها". وكان كلوفر شن معركة كبيرة لخفض انبعاثات الغازات في مدينته رغم وجود حكومة استرالية مشككة بالتغير المناخي برئاسة توني ابوت بين عامي 2013 و2015. وسترأس آن ايدالغو منظمة رؤساء البلديات الملتزمين محاربة الاحترار المناخي الذين يمثلون ما مجموعه 650 مليون نسمة وتساهم مناطقهم بنسبة 25 % في اجمالي الناتج المحلي العالمي. وخلال فترة انعقاد المؤتمر ستحمل محطة ايدالغو لقطارات الانفاق في وسط مكسيكو تيمنا باسم بطل الاستقلال المكسيكي، موقتا اسم رئيسة بلدية باريس. وانشئت مجموعة "سيتيز كلايمت ليدير غروب" (سي 40) ومقرها في لندن العام 2005، وهي تضم 85 مدينة من بينها نيويورك وسان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) وفانكوفر (كندا) ولندن وباريس وموسكو وروما وميلانو (ايطاليا) فضلا عن اثينا وسيول وبومباي (الهند) وجاكرتا وملبورن (استراليا) وهونغ كونغ (الصين) وبكين وساو باولو (البرازيل) وبوينوس ايريس وكايب تاون والقاهرة.
مشاركة :