انطلق الموكب الذي يحمل رماد الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، في جولة تجوب أنحاء كوبا اليوم الأربعاء، ملفوفا بالعلم الوطني بألوانه الأحمر والأبيض والأزرق، إلى مثواه الأخير في شرق الجزيرة الذي شهد انطلاق الثورة الكوبية. وكان كاسترو توفي يوم الجمعة عن 90 عاما، وأعلنت كوبا الحداد لمدة تسعة أيام. وحكم كاسترو كوبا 50 عاما حتى 2008، وأسس دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة. وأُحرق جثمان كاسترو يوم السبت. وسيقطع الموكب الجنائزي الذي يحمل رماد كاسترو الرحلة التي يبلغ طولها 900 كيلومتر عبر كوبا إلى مدينة سانتياجو دي كوبا في ثلاثة أيام سالكا نفس الطريق الذي سلكه زملاؤه الثوريون الملتحون في مسيرتهم الظافرة إلى هافانا في 1959. وانطلق الموكب ببطء من ميدان الثورة في هافانا صباح الأربعاء، بينما أصطف الآلاف على الطريق حمل الكثير منهم العلم الوطني. ووضع الرماد في صندوق زجاجي وسط ورود بيضاء على عربة تجرها سيارة عسكرية. وقال جويلرمو كاديس الذي حارب مع كاسترو، «فيدل كل شيء بالنسبة لكوبا وسوف نفتقده. لن نرى مثله أبدا». وتقام مراسم الدفن صباح يوم الأحد في سانتياجو دي كوبا، حيث بدأ كاسترو حركته الثورية في عام 1953 بهجوم على ثكنات مونكادا. وبعدها عزل ثواره الملتحون الدكتاتور المدعوم من الولايات المتحدة فولجنسيو باتيستا، ونزلوا من جبال سيرا مايسترا إلى سانتياجو قبل القيام بمسيرتهم صوب الغرب نحو العاصمة. «لم يقهر» .. في كلمة أمام الحضور قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تدعم حكومته الاقتصاد الكوبي المتأزم بالنفط بشروط تفضيلية، «لقد أنجز أكثر من مهمته على هذه الأرض. قليل هم من أتموا ما عليهم بهذا التألق. لقد مضى دون أن يقهر». واصطف الكوبيون في شتى أنحاء كوبا للتوقيع في دفاتر عزاء وتعهدوا باحترام الأيديولوجية الاشتراكية لكاسترو. وحظي كاسترو بإعجاب الكثير في أنحاء العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، لوقوفه في وجه الولايات المتحدة وتأسيسه للتعليم والرعاية الصحية المجانية وإرساله أطباء في مهام خيرية في مختلف أنحاء العالم. لكن يراه آخرون طاغية دمر اقتصاد بلاده بطريقته في تطبيق الاشتراكية وحرمانه الكوبيين من حقوق الإنسان الأساسية ومنها حرية التعبير.
مشاركة :