غادر الرئيس السوداني عمر البشير دولة الإمارات العربية المتحدة، صباح اليوم الخميس، بعد زيارة رسمية استغرقت 5 أيام، تزامنت مع دعوات للعصيان المدني في بلاده. يعود البشير إلى مواجهة أزمة سياسية وأجواء داخلية متوترة، إثر غضب شعبي بسبب إجراءات اقتصادية اتخذتها السلطات، منها خفض دعم الوقود، وما ترتب عليه من زيادة في الأسعار. ودعت قوى سياسية سودانية إلى عصيان مدني، بدأ يوم الأحد الماضي، ووصفه البشير في تصريحات صحفية بالفشل. واتجهت قوى معارضة، أمس الأربعاء، إلى تسليم مذكرة إلى مقر الرئاسة السودانية، تطالب بتنحي البشير، بزعم أن بقاءه قد يقود إلى تفكيك البلاد. وتقدم رؤساء تحالف قوى الإجماع الوطني ومؤسسات ومبادرة المجتمع المدني وشخصيات عامة، بالمذكرة التي حمّلت الرئيس السوداني كامل المسؤولية عما اعتبرته منعطفا خطيرا تمر به البلاد. ورفضت إدارة القصر الرئاسي تسلم المذكرة، أمس الأربعاء، بسبب غياب الرئيس في زيارة رسمية إلى خارج البلاد. واتخذت السلطات السودانية إجراءات أمنية على مدار الأيام القليلة الماضية، منها حملات اعتقال لنشطاء، اتهمتهم بأنهم وراء دعوات العصيان المدني، كما صادرت نسخ 3 صحف مستقلة بعد طباعتها، اليوم الخميس، اثنتان منها لليوم الثالث على التوالي. وبدت تصريحات البشير أكثر ثباتا، في أثناء زيارته خارج البلاد، إذ اعترف في حوار صحفي مع صحيفة الخليج الإماراتية بعيوب القرارات التقشفية الأخيرة، كما أدلى بتصريحات أخرى أمس، الأربعاء، عن الأوضاع الإقليمية. ووصفت تقارير صحفية تأثير العصيان المدني بالقوي في اليومين الأول والثاني، ثم عادت الأمور إلى طبيعتها في الشارع السوداني تدريجيا في الأيام التالية. ومن المنتظر أن يسعى الرئيس السوداني إلى اتخاذ إجراءات بعد عودته إلى البلاد لاحتواء تلك الأزمة الأخيرة.
مشاركة :