جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا "تمهيدا لحرب شوارع" في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب. وأضاف أنهم "يتقدمون لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين". ومع القصف المتواصل والغارات الجوية، تبدو قوات النظام مصممة على إلحاق اكبر هزيمة بالفصائل المعارضة منذ بدء الحرب العام 2011. وقال سكان أثناء محاولتهم التوجه الأربعاء إلى منطقة الصاخور التي استعادها الجيش السوري "القصف لا يتوقف، من المستحيل العبور". حصار منذ 150 يوما وتسبب القصف الكثيف بدمار كبير ودفع بأكثر من 50 ألف شخص إلى الفرار من شرق حلب خلال أربعة أيام، بحسب المرصد السوري، في حركة نزوح يمكن أن تتزايد في الأيام المقبلة. وكان يقطن هذه الأحياء قبل الهجوم حوالي 250 ألف شخص. وحذر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين من أن "هؤلاء الأشخاص محاصرون منذ أكثر من 150 يوما وليس لديهم الإمكانات للاستمرار فترة أطول". وقتل أكثر من 300 مدني بينهم 33 طفلا في شرق حلب منذ بدء الهجوم في 15 تشرين الثاني نوفمبر بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل حوالي 50 في غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام. وقال اوبراين "ندعو بل نرجو أطراف النزاع ومن لديهم نفوذ، أن يبذلوا ما في وسعهم لحماية المدنيين وإتاحة الوصول إلى القسم المحاصر من شرق حلب قبل أن يتحول إلى مقبرة ضخمة". وحض النظام على السماح بإدخال مخزونات أدوية ومواد غذائية سبق أن جهزتها الأمم المتحدة، إلى تلك المناطق "بكل أمان". الغرب ضد الروس في الأمم المتحدة ووجه اوبراين هذا النداء أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة الأربعاء بطلب من فرنسا. لكن الاجتماع وعلى غرار الاجتماعات السابقة انتهى دون إحراز أي تقدم، ما يدل على عجز المجموعة الدولية في هذا الملف. وحمل الغربيون المسؤولية لروسيا التي تساعد عسكريا نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور "إن المجلس لا يرد على نداءات المدنيين في حلب لان روسيا لا تريد ذلك". وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت "هذا المجلس غير قادر على التحرك على الإطلاق" متسائلا "لماذا؟ لان روسيا تستخدم الفيتو مجددا". ورد السفير الروسي فيتالي تشوركين متهما الغربيين بالسعي إلى "إنقاذ إرهابيين" و"استغلال مشاكل إنسانية لغايات سياسية". وبحسب رئيس المجلس المحلي في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بريتا حاجي حسن فان الدفاع عن شرق حلب يؤمنه حوالي "ستة آلاف إلى سبعة آلاف مقاتل من الجيش السوري الحر". ويقدر المرصد السوري عدد المقاتلين المناهضين للنظام في شرق حلب بحوالي 15 ألف عنصر بينهم 400 من "جبهة فتح الشام". والتقى ممثلون عن فصائل المعارضة في حلب، في الأيام الماضية موفدين روسا في أنقرة لبحث احتمال إعلان هدنة. وفي حال استعاد النظام كل مدينة حلب فان ذلك سيشكل اكبر انتصار منذ بدء الحرب وسيوجه ضربة قوية جديدة لفصائل المعارضة التي لن يبقى لها حينذاك إلا محافظة ادلب (شمال) وبعض المناطق في درعا (جنوب)، مهد انتفاضتها، وفي ريف دمشق. والخميس، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ودمشق ليستا مسؤولتين عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة جنود أتراك الأسبوع الماضي في شمال سوريا، ونسبته أنقرة إلى النظام السوري.
مشاركة :