بقلم : سامي أبودش في البداية, وقبل حديثي عن: الرجل المقنع (الحقيقي)!.. اسمحوا لي أولاً بأن أطرح عليكم هذا السؤال الأهم، وهو: هل عرفتم بمن هو هذا الرجل المقنع (الحقيقي)؟, إلا أن (جوابي) أو حديثي عنه فسيكون وفي البداية بتعريف بسيط ومتواضع, ليقصد أو ليدل به وعلى أنه: كأي شخص ما كان قد عرف أو تميز أو اشتهر بالخفة والمرونة والمراوغة, وبحبه للتقلب واللعب على الحبلين بأساليبه المختلفة والمتنوعة والمتشكلة, لترتبط به فورًا وتتغير بحسب تلونه معها, من أجل أن يصل إلى تحقيق أهدافه بكل دقة وسرعة, ومبتدأ بذات الأهمية والتي منها: هدفه إلى بلوغ نفسه وسعيه في ضمان الحماية والأمان أولاً, ثم بهدف الكسب أو الجذب أو لفت الانتباه والاستماع والاهتمام والتصديق به من الطرف الثاني ثانيًا, ومعتمدًا على كل من يسهل ويستجيب معه من حيث تعامله معهم, سواء كان ذلك بشكل مباشر أن غير مباشر, كما يتضح أيضًا ومن حيث صفته أو تعامله أو أسلوبه مع الغير، بالإضافة إلى كل ما قد سبق ذكره, ليطلق عليه آخرا بـ(أبو وجهين أو له وجهين), وقد كان مثلاً كأي شخص الصديق أو الصاحب أو الزميل.. إلخ، وله وجه حقيقي يخفيه خوفًا وجبنًا من خلف قناعه المليء بالكذب وبالخبث والنفاق, والدناءة والاحتقار, والكره والحسد والنفاق.. إلخ, ولكي تسهل مهمته وأفعاله, والتي مازال يطلقها علينا من خلف قناعه (المزيف), والذي قد اقتصر دوره للقيام بعملية العكس والإخفاء, وأما عن وجهه الآخر فهو عبارة عن قناعه الظاهر لنا تمامًا، أي ما بعد القناع (الحقيقي), وسمي بالقناع؛ ﻷنه يخفي علينا العيوب ويظهر لنا الشيء الجميل، خاصة أن ملأ وحلا وختم بالابتسامة العريضة, ولهذا .. فأحذروا من أصحاب اﻷقنعة، حتى وإن كانت أقنعتهم من صنع فيلم كان أو خياله, كقصة الرجل المقنع, أو المسمى قديمًا بالقناع الأخضر, لأختم مقالي هذا بوقفة تأمل وللفهم أيضًا, من أجل الفائدة والاستفادة من بوح وصدق شاعر حيث قال: لا أنت قلت وﻻ سمعت أنا، هذا حديث ﻻ يليق بنا.. إن الكرام إذا صحبتهم ستروا القبيح, وأظهروا الحسنا.
مشاركة :