كنت في زيارة لديوانية أخي الحبيب بو عيد نايف بن ثاري الجويسري يوم الاثنين الماضي بعد انقطاع طويل لم تنقطع خلاله حلقة التواصل! تحدثنا عن جزئية اختيار النواب وعلاقة ثقافة قاعدة الناخبين بها... وقد استفدت من الحوار الإيجابي وإن كان لا يخلو من المداخلات غير المنطقية لكنها تبقى سمة من سمات المجالس نتعلم منها كل يوم درسا جديدا. رواد ديوانية الصديق الأخ بو عيد بدأت بالسؤال عن نتائج الانتخابات والتغيير الذي حصل في التشكيلة النيابية، وانتهت بالسؤال عن كيفية المفاضلة بين المرشحين مرورا بطريقة التقييم والقياس. في المجالس صعب على الناطق التحكم بمثالية المستقبل وعليه تفهم أيديولوجية الحضور، وهو ما يوجب على الناطق أن يكون حذرا في اختيار المفردات كي لا يخرج له سهم ينتقي عبارة قد تفسر بطريقة ثقافية مغايرة عن تلك المعتادة والتي نأخذها من باب حسن النوايا. ذكرت لكل من سألني عن طريقة التحول والتغيير، انها تبدأ مني ومنك ومن الديوانية وروادها ومن ثم تعبر لديوانية اخرى واخرى حتى نستطيع أن نساهم في تغيير ثقافة الجموع. إنها٬ أي عملية التغيير٬ لها إستراتيجية خاصة لا يجب أن تخرج من القيم والمعتقدات الصالحة (أعني الثقافة الصالحة) ولا بد وأن تكون محددة الأهداف وتحشد لها المجاميع للتأثير على الأغلبية كي نقوم بإقناع الجميع بأن ما نقوم به يحتاج إلى إصلاح وإن لم نستطع الوصول إلى الجميع فعلى أقل تقدير نتمكن إن شاء الله من بناء كتلة موثرة. يقول الله عز شأنه في محكم تنزيله «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...»، تعني بما لا يدع مجالا للشك ان التغيير يبدأ من النفس/الذات فإذا صلح القوم صلح حالهم وصلحت بلادهم. لذلك٬ فاختيارنا للنخبة لا يأتي بمجهود فردي لأن الحديث واضح «يد الله مع الجماعة» وهو انعكاس لمعنى الآية التي جاء فيها «ولا تفرقوا...» وهو تأكيد لوجوب العمل الجماعي في التغيير الذي يؤدي إلى الإصلاح اجتماعيا ومؤسساتيا. لاحظ حتى في «الانتخابات» عندما تتفرق وتختلف الآراء تكون النتيجة السقوط والعودة للمربع الأول وتجد الجميع أمام سؤال معلوم سلفا: «ليش...»؟ ولهذا فإن عملية الاختيار تحتاج إلى قياس وتقييم ووضع إستراتيجية تغييرية لمستوى الثقافة لتصب في صالح المجموعة والمجتمع ككل. إن إستراتيجية اختيار «القوي الأمين» والإخلاص في طريقة العمل عند الاختيار تبدأ من ديوانية واخرى وهكذا حتى يتحقق الهدف السامي من ورائها... والله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :