الكلام الأخير \ بقلم: ناهد باشطح\ ابتسامة لله يا محسنين

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 42
  • 0
  • 0
news-picture

أحياناً حينما يسعفني الوقت لتأمل وجوه الناس في الأماكن العامة في غرف انتظار المستشفيات أو الأسواق بودي أن أبادرهم قائلة ابتسامة لله يا محسنين. نعم أحب أن أشحذ الابتسامة على أن كتب التراث العربي لم تشهد شحاذين من هذا النوع، فالمكي الذي يتحجج بأنه ابن نعمة وقطع عليه اللصوص الطريق، والسحري يبكر إلى المساجد قبل أن يؤذن المؤذن بينما الذرارحي كاسمه يشد على موضع من جسمه ذراريح طوال الليل ثم يصب على ظهره الرماد ويوهم الناس أن جسده محروق في الصباح. وقد تفنن الشحاذون في طلب الأموال من الناس وتفنن الناس أيضاً في صدهم أو في إعطائهم ما تجود به أنفسهم. ولن يكون شحذ الابتسامة مثل شحاذة الممثل والمطرب محمد فوزي الغرام حين غنى «شحات الغرام»، الأغنية الشهيرة التي كتبها بديع خيري ولحنها وغناها محمد فوزي! لا تسرحوا في مشهد الأغنية رغم بساطة كلماتها وتميزها أو يغريكم المقال فتبحثون عن الأغنية في موقع اليوتيوب وتشاهدون ردود ليلى مراد وهي تقول يعطيك لله. بل عودوا إلى مشهدنا الحالي وقراري أن أشحذ الابتسامة؛ فنحن لا نبتسم مع أننا مثل باقي الخلق كأطفال ابتسمنا منذ الشهر الثاني من عمرنا بتلقائية!! إذن لماذا حين نكبر تصعب علينا الابتسامة!! هل لأننا تبرمجنا على الجدية؟ لكن الابتسامة فعل إرادي، وعلمياً أثبت طبيب أمريكي يدعى «وليم فرابي» أن الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الابتسام والضحك. والذين لا يبتسمون ولا يضحكون ربما لديهم خلل في بعض الخلايا على حد قول خبراء علم النفس، الذين ينصحوننا قائلين: (إذا لم تضحك لنكتة بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع الطبيب النفسي، لأن خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يكون قد تلفت أو تبلدت عن الاستجابة). الخبراء النفسيون يؤكدون أن الابتسامة تسمح لآلاف الخلايا الدماغية أن تتحرر وتتحرك وتنتعش، وتسمح للشبكة العصبية المسؤولة عن أوامر ضخ الدم من القلب إلى الشعيرات الدموية في الوجنتين أن تتنشط. الغرب يعرف أن الابتسامة ضرورة حياتية، على سبيل المثال: (وليم ستينهارت) أحد أشهر رجال البورصة في تاريخ بورصة نيويورك كتب في مذكراته التي نشرت أخيراً أن سر نجاحه في الحياة يعود إلى الابتسامة المشرقة، وأنه قبل نجاحه كان عابس الوجه قليل الابتسام. ولذلك فالغرب يبتسمون، بل ويتبادلون التحايا حتى وإن كانوا أغراباً بينما لو جربت أن تبتسم لأحد في شوارعنا أو عند صناديق المحاسبة في محال السوبر ماركت فسوف يفاجئك حتى الطفل الصغير بعلامات الدهشة، وإن بادلوك الابتسامة ستجد أنك مندهشاً لتجاوبهم، هي ثقافة مجتمع لا أكثر. nahedsb@ hotmail.com

مشاركة :