الكلام الأخير \ بقلم: أحمد اللهيب \ كيف نصنّف المبدعين ؟

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

يذهبُ إزرا باوند إلى تصنيف المبدعين إلى مجموعات، وكل مجموعة يمكن اكتشاف جهودها وخصائصها وميزاتها وما تقدمه من إبداعات تمثل رسوخاً في العطاء الأدبي، وهذا المجموعات هي: - المبتكِرون: وهم الذين قدموا طرائق جديدة في الكتابة الإبداعية، وتمثل أعمالهم النّتاج الأول في والطريقة الأولى في الكتابة الإبداعية لأي جنس من الأجناس، ولكنها كتابة مكتملة العناصر والسمات. - الأساتذة: وهم الذين جمعوا طرائق المبتكرين المتفرقة، واستعملوها بجودة عالية، تفوق ما قدمه المبتكرون الأوائل. - المبسّطون: وهم فئة لاحقة للأساتذة ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من عطاء ولم يبلغوا ما بلغوا من جودة في الإبداع، فجاءت إبداعاتهم دون المأمول. - الكتاب الصّغار: هؤلاء يمكن أن نترسم ملامحهم وفق مستوى الأدب نفسه في الفترة التي انبثق فيها إبداعهم، وهم أولئك الذين وُلدوا في فترة حظي فيها الأدب أو جنس من أجناسه بازدهار وتطور، ويمكن أن نضرب على ذلك مثلاً في الفترة التي برز فيها شوقي والفترة التي برز فيها السياب ونازك، حيث برز شعراء صغار كان حظّهم من حظّ ازدهار الأدب والشعر في تلك الفترة. - رجال الأدب: وهم لم يبتكروا شيئاً، لكنهم تخصصوا في جنس أدبي، أو اهتموا بأدبهم في حقبة زمنية معينة، فلا يمكن أن نعدهم أدباء مبدعين ولا يمكن أن نزيحهم عن دائرة الأدب، بل هم أشبه بحرّاس الأدب وسدنته في بلادهم وتاريخهم. - الممارسون للموضة: أولئك فئة لا تملك من الإبداع إلا مظاهره، فهم يملكون مكتبات كبيرة، ويحصلون على طبعات جيدة وفاخرة، وربما كتب نادرة...، لكنهم لا يدركون تلك المعارف ولا يملكون حساسية الإبداع التي تزخر بها مكتباتهم. هذه المجموعات التي يقدمها باوند يمكن أن تقاس فيها كثير من الأزمنة والأمكنة، ويمكن للقارئ أن يضع نفسه في مختبرها ليكون بنفسه بصيراً ومدركاً، ومستعيناً بهذا التصنيف لتقييم العطاءات الأدبية والإبداعية في بلاده.

مشاركة :