لا وئام قادما من واشنطن لمباركة العسكريتاريا التي يعتمدها الرئيس بوتين في إطلالته على العالم. لا مصلحة أميركية، على ما يتسرّب من التقارير القريبة من البنتاغون والسي آي إيه ومجموع أجهزة المخابرات الأخرى، في الاستسلام للخيارات الروسية في سوريا واوكرانيا، بما في ذلك الجولات الاستعراضية للأسطول الروسي في بحار العالم. تعلم روسيا أن حراكها في شرق أوكرانيا وضمّها لشبه جزيرة القرم، على جسامة ذلك، يبقى شأنا إقليميا داخل حدائق موسكو الخلفية، إلا أن ورشتها في سوريا هي التي تأخذ بعدا عالميا تناكف من خلالها دول العالم الغربي. وعليه فإن أي تقويض لطموحات بوتين الكونية ستكون في سوريا. تجتمع مادلين اولبرايت وستيفن هادلي ودنيس روس واندرو تابلر وايلان غولدنبرغ وأسماء أخرى لإنتاج تقارير توصي بالأعراض الأولى المطلوبة للسياسة الخارجية الأميركية المقبلة. قد يقول قائل أن كل ما يكتب لا يعدو عن كونه نصوصا لا ترقى إلى مستوى الاستراتيجيات التي ستُعمد، لكن موسكو تدرك أن في مضمون التوصيات ارهاصات بيئة عامة تتوق للخروج من خيمة اوباما إلى الفضاء الأميركي التقليدي القديم. وفي تحليل فوز دونالد ترامب ما بات اعترافا بأن في الأمر ردّ فعل نافر على سنوات أوباما، وفي المقاربات الجديدة للسياسة الخارجية الأميركية ما سيكون أيضا ردّ فعل عكسي على سنوات اوباما التي شوّهت صورة القوة العزيزة على الوجدان الجمعي الأميركي. بوتين يعرف ذلك وهو يهرول لحسم حلب قبل أن تستيقظ أميركا. محمد قواص صحافي وكاتب سياسي
مشاركة :