القضية اختبارا للتسامح الديني في اندونيسيا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا والذي تراجعت فيه التعددية منذ تزايد الهجمات على الاقليات وخصوصا على المسيحيين مؤخرا. وفي مواجهة الجدل الذي اثارته تصريحاته، عبر الحاكم الذي جاء من اقليتين "مسيحي واصوله صينية" عن اعتذاراته، لكن ذلك لم يهدئ الغضب. وبعد اتهامه رسميا بالتجديف بعد اسبوعين على اول تجمع شارك فيه اكثر من مئة الف شخص، ما زال المتظاهرون يطالبون باعتقاله. ورفعت لافتات كتب عليها "اهوك الى السجن" بينما اجتاح المحتجون شوارع جاكرتا متوجهين الى الحديقة الوطنية. وقالت الشرطة ان عددهم يقدر بمئتي الف شخص. وقال رزق شهاب زعيم المنظمة المتطرفة "جبهة المدافعين عن الاسلام" امام الحشد في خطبة في الحديقة "اوقفوا كل اشكال التجديف وضعوا في السجن كل المخالفين". انضم الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو حليف اهوك والذي التقى في الايام الاخيرة رجال دين لتخفيف التوتر، الى المتظاهرين لصلاة الجمعة ثم شكرهم لتظاهرهم سلميا. قبل بدء التظاهرة اوقفت الشرطة ثمانية اشخاص بتهمة الخيانة، دون ان تذكر اي تفاصيل. وبين هؤلاء شقيقة رئيس سابق وجنرال متقاعد يشتبه بانهما كانا يريدان استغلال المناسبة لزعزعة استقرار الحكومة، كما ذكرت وسائل اعلام محلية. وكان المتظاهرون وعدوا بالتظاهر بشكل سلمي بين الساعة الثامنة والساعة 13,00 بعد تجمع اول افضى الى اعمال عنف في النهاية في الرابع من نوفمبر. وقد توفي شخص بازمة ربو واصيب مئات بجروح. وفي اليوم التالي المح الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو الى ان التجمع تحول الى اداة في اطار الحملة الانتخابية، مشيرا الى ان "مسؤولين سياسيين" يقفون وراء هذه الحوادث. وكان اهوك الذي تولى منصبه في نهاية 2014 خلفا لويدودو يتمتع بشعبية كبيرة ويلقى تقديرا بفضل فاعليته في ادارة العاصمة التي تضم عشرة ملايين نسمة وتشهد ازدحاما شديدا. وقد تأخرت فيها الاصلاحات بسبب البيروقراطية والفساد. لكن بسبب هذه القضية تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي وبات في المرتبة الثانية بعد اغوس هاريمورتي يودويونو الابن الاكبر للرئيس السابق، وهو مسلم. ويمكن ان يحاكم اهوك قريبا جدا بتهمة اهانة الاسلام وقد يحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
مشاركة :