صحيفة المرصد:أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ضرورة إجراء استفتاء شعبي في سوريا بعد تحقيق تسوية لإنهاء الحرب الأهلية، من أجل اختيار قادة للبلاد. وأشار كيري، الذي شارك في لقاءات عديدة مع قيادات روسية لحل الأزمة السورية، إلى أنه من غير المنطقي أن تطالب المعارضة السورية بتنحي بشار الأسد فوراً، وأن عليها التفاوض مع نظامه لإنهاء الحرب ومنع انهيار الدولة. وأعرب في مقابلة مع مجلة “المجلة”عن اعتقاده بأن سوريا لديها القدرة على أن تتحد مجدداً وأن تتوصل إلى عملية انتقالية تضع أعضاء من المعارضة في حكومة البلاد، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار وتوحيد الشعب في مواجهة “النصرة” و “داعش”، بالإضافة إلى خلق تحول سياسي يمكنه أن يؤدي إلى انتخابات تمكن الشعب السوري من تحديد مستقبله. وقال: “أستطيع أن أتخيل ذلك، ولكن الوصول إلى تلك النقطة يتطلب خفض مستوى العنف والتركيز على الإرهابيين الحقيقيين وبدء عملية سياسية شرعية تمكن من وضع أساس للتغيير الدستوري ووضع خريطة طريق يستطيع الناس قبولها، وستكون في حاجة إلى من يراقب ومن يتواجد على الأرض، ومن يقدم المساعدات الإنسانية، وهو ما سيصنع فارقاً، تلك هي الرؤية، ولكن تحقيقها أمر معقد للغاية”. وأضاف: “في أفضل السيناريوهات ستتمكن من تحقيق تحول سياسي والوصول إلى استفتاء يختار الناس عبره قيادتهم، ويصبح لدينا سوريا علمانية دستورية ديمقراطية قادرة على أن تظل موحدة، وأن تحترم حقوق الأقليات بها”. وحول إمكانية تحقيق السلام في ظل وجود الأسد في الحكم قال كيري: “ما زال بعض عناصر المعارضة يقولون إن الأسد يجب أن يرحل غداً؛ وأنا لا أعول على ذلك أيضاً، دعونا نرى ما الذي سيقوله الأسد إذا ما اتفقت روسيا وإيران وغيرهما على أن من مصلحتهم الحفاظ على السلام ودفع الأمور إلى الأمام، إذا ما تحقق الاستقرار، وبدأ الناس يعودون إلى وطنهم وبدأت المعادلة تتغير، فإن سياسة التفاوض ستتغير أيضاً، وليس من الممكن توقع جميع تفاصيل ذلك، ولكنني أفضّل أن أتعامل مع تلك المشكلة بدلاً من مشاهدة الانهيار الوشيك للدولة”. وردا على سؤال عما إذا كان الانهيار قد حدث بالفعل أجاب: “لا، إنه وشيك، ولكنني أعتقد أنه ما زال بالإمكان الحفاظ على وحدة الدولة”، معرباً عن اعتقاده بأن واشنطن لا يزال بإمكانها إبرام صفقة مع روسيا وإيران حول سوريا على أساس أنهما مستعدتان للمساومة”. وتابع: “لن يفصح أحد عن سقف التفاوض في المرحلة الحالية، ولكن الجلوس على طاولة المفاوضات واختبار ذلك عبر المفاوضات أفضل من الجلوس ومشاهدة الدمار الشامل لحلب وسوريا”.
مشاركة :