لماذا الأمل وعندكم اليأس؟ - مقالات

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بشكل عام هذا واقعنا الكويتي. لماذا يحتفل الناس وتغمرهم السعادة والأمل لمجرد أن تركوا أصواتهم بالصندوق، واليأس هو في الحقيقة الأقرب لواقعهم؟ نعلم جميعاً أننا مع كل دورة انتخابية جديدة نأمل ونتعشم خيراً بأنه سيكون «فال طيب» علينا، ثم نكتشف بعد حين بأنه إن لم يكن سيئا فهو حتماً أسوأ مما قبله. الموضوع ليس تشاؤماً بقدر ما هي حقيقة وواقع متأصل في العمل السياسي الكويتي منذ تأسيس الدستور. نعم حصلت بعض المجالس الجيدة، لكنها تبقى استثناءات يصعب تكرارها، فالأصل أنها سيئة بشهادة التاريخ. هذا المجلس بصراحة ولو أنه سيكون نمطياً مثل غيره لكنه يبقى مصدر سعادة. بالحد الأدنى سعادة لي لأنني شخصيا لا اتوقع منه الكثير لكنه يبقى مميزاً لأنه استطاع أن يطرد النواب الفاشلين والأكثر سوءاً. بشكل خاص أشعر بسعادة كبيرة لأن الشعب الكويتي أقصى الحكوميين ومن لف لفهم أصحاب المصالح الخاصة ممن كبرت كروشهم وانتفخت حساباتهم البنكية أصحاب المشاريع الخاوية والمطالبات الطائفية المزيفة الكذّابة، يبيعون الناس الكلام الفاضي ويخوفونهم أو يُطمِعونهم بقضايا فاضية وفارغة لا أرض لها ولا واقع. أبرز ما يتصف به أولئك الحكوميون بأنهم ينافقون ويسيرون مع الموجة في كل اتجاه، فان كان الجو مع الوثيقة ساروا معها، وإن انقلبت الآية تجدهم ضدها، فهم دائماً في مقدمة كل شيء. كتبت مرة تعليقاً ساخراً على «تويتر» عن الفرحة، فجاءني تعليق من الزميل السيد حسن الموسوي، ما الفائدة إن كان سقوط السيئ سيأتينا بسيئ آخر، فعلام الفرحة! كلامه صحيح، فالأمر ليس بأكثر من استبدال هويات سيئة بأخرى. لكننا على كل حال نُمني أنفسنا خيراً بأن القادم سيكون أفضل مع أننا بالواقع أبعد عن إيليا أبو ماضي وأقرب من المعري بشعره: إن مازت الناس أخلاق يُعاش بها فإنهم عند سوء الطبع أسواءُ بالمحصلة، أتوقع أن المجلس لن يستمر خصوصاً أن الملاحظات القانونية والطعون وكثرة الأقاويل عن التزوير كانت شيئا بارزاً ولافتاً لهذه الانتخابات. أضف لذلك أن إعادة كرسي الرئاسة للشيخ جابر المبارك يعني عودة الصورة النمطية للحكومة مقابل وضع غير مستقر للنواب خصوصا بعد دخول المعارضة السابقة إلى جانب وصول وجوه شبابية تحمل حماسة العمل وتريد جديا أن تنقلب على الشخصيات القديمة وتدفعها خارج المشهد لأنها كما تراها، بأنها السبب الأول في تردي الأوضاع. فهذه كلها عوامل مختلفة تجعلنا نعيد كلام الامام علي عليه السلام بتصرف متعمد لإخراجه عن معناه: ما أوسع العيش لولا ضيق اليأس. hasabba@

مشاركة :