كيف نقرأ نتائج الانتخابات؟ - مقالات

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وانتهت معركة الانتخابات، وهدأت المشاعر المختلطة التي عصفت بالناس بعد معرفة نتائجها، والتي تمايزت بين الصدمة والفرحة والتفاؤل والتشاؤم، تبعا لوجهة نظر كل منا، وهذه المشاعر وإن كانت مفهومة، إلا أن الغالب عليها هو المنحى العاطفي، وهو ما لا يساعدنا غالبا في تكوين وجهة نظر سليمة حول نتائج تلك الانتخابات بغية الوصول لقراءة معقولة لانعكاس تلك النتائج على حاضرنا ومستقبلنا المنظور. لا نستطيع طبعاً تسليط الضوء على جميع مخرجات العملية الانتخابية في الكويت في مقال واحد، فنظام انتخابي يعتمد على المشاريع الشخصية لمرشحين لا يستطيعون بالضرورة تحقيق غالبية نيابية تضمن تمرير هذه الوعود، ناهيك عن اختلاف مكونات دوائرنا الانتخابية اجتماعيا واقتصاديا ومذهبيا وسياسيا وغيره، كل هذا يجعل تحليل الانتخابات الماضية بشكل مختصر أمرا في غاية الصعوبة. لكننا إن حاولنا تسليط الضوء على بعض الخطوط العامة المشتركة في ما رأيناه من مخرجات انتخابات نوفمبر 2016، فإن الرغبة بالتغيير والدفع بالعناصر الشابة قد يكونان أبرز العناوين الرئيسية لتلك الانتخابات، وهذا ما قد تحقق في الدوائر الثانية والثالثة بشكل واضح، وفي الرابعة والخامسة على استحياء، وكاد يتحقق في الأولى، التي شهدت قدراً واضحاً من التراجع للتيارات السياسية لحساب المرشحين المستقلين. هذه النقطة الأخيرة تستحق بعض التوقف عندها، فقد هزت أرقام المرشحين المستقلين ونجاح بعضهم من ثبات قناعات البعض بأن الدائرة الأولى هي دائرة يقتصر النجاح فيها على مرشحي التيارات دون غيرهم، وهو أمر جيد نسبيا إذ يتوجب على التيارات بناء عليه التفكير جديا في أسبابه ومحاولة محاكاة المزاج الشعبي من خلال تجديد دمائها بالعنصر الشاب، ناهيك عن مراجعة خطابها التقليدي والذي لم يجد من الناس ذاك الصدى المعتاد تقليديا. كل ما سبق، وإن كان مهما، إلا أنه لن يساهم بالضرورة في خلق واقع سياسي جديد يدفع بالبلاد للأمام، إذ باستمرار اللعبة السياسية الحالية في الكويت بنفس الآليات والمساحات، فلن يزيد دور السلطة التشريعية عن كونها مؤسسة تساهم في «تنفيس» التذمر الشعبي لئلا نصل لمرحلة الانفجار، وهذا لا بأس به، لكنه لن يحقق التطوير المنشود في واقعنا السياسي، فما نحتاجه هو الجدية في بناء الآليات والبنى التحتية التي تضمن لنا الوصول لنظام برلماني كامل يحقق تمثيلا حقيقيا لآمال الناس وتطلعاتهم. إن ما نحتاجه هو برلمان حقيقي... وما لدينا أشبه ما يكون بـ «نقابة» شعبية... ولن نتطور بهذا الشكل! alkhadhari@gmail.com

مشاركة :