ما بين فَرِحٍ وحزين، ومتفائلٍ ومتشائم، ما بين سعيدٍ جدا بنتائج الانتخابات الاخيرة، ومن اصابته حالة ذهول، وما بين.. وبين….. إذا قلنا إن النائب النظيف الغيور على وطنه ومصالح بلده لم ينجح، فنحن مخطئون، وإذا قلنا إن صاحب الصوت العالي والطرح اللاعقلاني لم ينجح، فنحن مخطئون، وإذا قلنا إن الطرح المتطرف المرفوض من شريحة كبيرة من الشعب الكويتي لم ينجح، فنحن مخطئون، وإذا قلنا إن من تمادى في ندواته وتجاوَز الأعراف والقيم وخصوصية الحياة الكويتية، لم ينجح.. فنحن مخطئون. إذا قلنا ان من احترم الأسرة الحاكمة وخاطبها بعقلانية وهدوء لم ينجح، فنحن مخطئون، وإذا قلنا ان من تكسب سياسيا باسلوب رخيص.. تمادي فيه بالإساءة والهجوم والاتهامات، لم ينجح، فنحن مخطئون. تجارب كثيرة مرت بها الكويت من خلال الانتخابات الماضية في ظروف وأجواء مختلفة، لا أعتقد أننا تعلمنا منها كثيرا. تفاءلنا سابقا وما زلنا أن القادم أحلى، من خلال أعضاء برلمانيين نطمح في أدائهم الإيجابي والوطني بنسبة عالية، إلا أننا وللأسف وبعد أشهر قليلة من أداء أي مجلس جديد، يبدأ الإحباط وخيبة الأمل بالزحف إلى صدورنا، فتعود حليمة لعادتها القديمة. شائعات ومعلومات من هنا وهناك أن القادم من الحياة الديموقراطية، لن يكون سهلاً على الوطن، فهل سيشيع هذا المجلس الأمل في قلوبنا وبأننا متجهون الى الضوء، الى الامل، الى المستقبل، الى الانجاز، والى الانفراجة؟ بعد أن أُعطينا كشعب.. حرية الاختيار؟ أم أننا وبإصرارنا على إعادة عناصر التأزيم، ومن نفخ نفسه أكثر من اللازم، سنعينه على انفجاره وتفجير كل ما حوله. واستدلالاً على ما سبق فإنه من كان معارضاً وبسقف عالٍ، عاد قوياً، ومن كان منهم في ذيل قوائم الناجحين سابقاً عاد متصدراً لها. ومن كان الشرارة التي اوصلتنا لحل المجلس السابق، اكتسح وبأصوات قوية، ومن ازبد وارعد واتهم وهدد الحكومة.. فاز وبقوة. إلى أين نحن متجهون؟ وما السبب في ذلك؟ أسئلة على الحكومة وأصحاب الشأن دراستها جيدا، والاجابة عنها بكل واقعية وشفافية، لان الاجابة عنها ستحدد خطة العمل بالمرحلة القادمة. مبروك والف مبروك لكل من نجح، وهاردلاك لمن لم ينجح ولم يحالفه الحظ. الا ان الحقيقية التي يجب ألا نختلف عليها كلنا، إن الكويت لا تستحق منا إلا الخوف عليها. تعرفون لماذا يجب أن نخاف عليها؟ التفتوا حواليكم، وراقبوا أوضاع الدول المحيطة، حينها ستعرفون ما أقصد. الكويت ديرة ما مثلها ديرة، تستحق منا أن نخاف عليها ولا نحرقها كما حرق آخرون ديرهم وأوطانهم. هل سنصفق يوماً علي إجراء صعب علينا، وهل سننادي به نحن كشعب لإنقاذ ما تبقى لنا، قبل أن يعم الخراب والدمار مفاصل الحياة؟ سمو أمير البلاد قال وأعاد النظر وكرر في خطابات سامية وكلمات لسموه في مناسبات متعددة، تحذيره من خطوات سيضطر لاتخاذها، ستكون غاية بالصعوبة في حال لم يُقَوَّم الحال. أما إذا ما تمادى الفساد والتدمير الذاتي، فنحن ككويتيين ووطنيين سنصفق لهذه الخطوات، لأنها ستكون العملية الجراحية الصعبة التي ستكون السبيل العاجل والمطلوب لاستئصال ورم سيفتك بجسد الكويت. البطولات جميلة تَنْشي صاحبها، إلا أن كثيراً منها بالنهاية.. ليست بطولات بناء.. بل دمار.
مشاركة :