تحتفل مملكة البحرين كعادتها سنويا، ومنذ عام 1992، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، وذلك انطلاقا من الإيمان الراسخ بحقوق هذه الفئة وقدرتها على المشاركة الفاعلة في التنمية المجتمعية وفي جميع مجالات العطاء والإنتاج، وفي إطار الاهتمام الخاص الذي توليه حكومة البحرين الرشيدة بالأشخاص ذوي الإعاقة في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، الذي شهد نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة لهذه الفئة، وتلبية احتياجاتها، والإيفاء بحقوقها، وإدماجها في المجتمع بشكل أكبر. وتتمحور الاحتفالات الدولية لهذا العام حول دور أهداف التنمية المستدامة في بناء عالم أكثر شمولاً وإنصافا للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من خلال التركيز على موضوع «تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 للمستقبل الذي نريد»، وهو موضوع يكتسب اهتماما مضاعفا في مملكة البحرين التي كان لها دور محوري في اقتراح وتحديد أهداف التنمية المستدامة الـ17 بالتعاون مع المجموعة العربية من خلال وثيقة البحرين. وقد صدرت وثيقة البحرين عن المنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة الذي استضافته المملكة في مايو من عام 2015، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وتم الأخذ بما ورد فيها عند إقرار أهداف التنمية المستدامة الـ17خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر من عام 2015. ويأتي مجمع الإعاقة الشامل الذي يجري العمل على تشييد مبانيه حاليا في منطقة عالي معززا للتوجهات الرسمية والشراكة المجتمعية، حيث أمر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بتخصيص أرض للمجمع على مساحة قدرها ثلاثة هكتارات، تتضمن بناء تسعة مبانٍ يتم إنشاؤها بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ضمن مشروع الدعم الخليجي، وتنفيذ وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، بكلفة تبلغ 7.413.127 دينارا. وقد جاء إنشاء هذه المباني بناء على دراسة مستفيضة، وحصرا شاملا لاحتياجات ذوي الإعاقة، بحيث يختص كل مبنى في المجمع بعلاج ورعاية وتعليم وإعادة تأهيل فئة منفردة من فئات ذوي الإعاقة. ويضم المجمع مركزا مختصا بتأهيل مرضى متلازمة داون، ومركزا لعلاج وتأهيل التوحد، ومدرسة التوحد، ومركز متخصص للشلل الدماغي، ومركز الإعاقات المتعددة، ومركز التعليم والتدريب، بجانب المراكز الأخرى كمركز تسويق منتوجات ذوي الإعاقة والنادي الرياضي، والمبنى الإداري الذي سيضم مركز خدمات ذوي الإعاقة (لست وحدك)، علما بأن الوزارة ستقوم بعد تسلمها لهذه المباني بتجهيزها وتشغيلها بالتعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني. هذا، وقد تم تخصيص جزء من أرض المجمع لإنشاء مركز عبدالله كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، الذي أسهم في تهيئة الإمكانيات اللازمة لتوفير مزيد من الخدمات والمشروعات التي تلبي احتياجات ذوي الإعاقة، والمساعدة على إدماجهم في المجتمع ليشاركوا بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة.
مشاركة :