عواصم (وكالات) دافعت فصائل المعارضة السورية بشراسة، أمس، عن مواقعها في حي الشيخ سعيد أكبر مناطق جنوب شرق حلب، بعد معارك ليلية ضارية مع القوات النظامية والمليشيات الأجنبية المتحالفة معها، فيما أكدت مصادر ميدانية مقتل 55 عنصراً للجيش الحكومي والمسلحين، بالاشتباكات في حيي كرم الطراب وبستان القصر والشيخ سعيد خلال الساعات الـ48 الماضية. وفيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تشكيل الفصائل المقاتلة لـ«جيش حلب» الجديد ما هو إلا محاولة أخرى لتقديم جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقا) تحت اسم جديد وإخراجها من تحت العقوبات الدولية المفروضة عليها، اتهم مسؤول كبير بالمعارضة السورية روسيا أمس، بـ«المماطلة وعدم الجدية» في أول محادثات تجريها مع جماعات معارضة من حلب، ترمي لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة، في مؤشر على أن الاجتماعات السرية المنعقدة في تركيا لم تحقق أي تقدم. وذكر المرصد أن المعارك العنيفة تواصلت طوال يوم أمس، في محور الشيخ سعيد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة وبينها جبهة «فتح الشام» من طرف آخر. وتمكنت الفصائل من استعادة 70٪ من الحي بعد أن كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70 ٪ منه. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد، استعادته بأي ثمن»، مشيراً إلى «أن استعادته تهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الأخرى» التي ما زالت بيد المعارضة. وأضاف أن خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصاً بعد خسارتهم» جزءاً واسعاً من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وأضاف أن الفصائل «تقاوم بشراسة لأنها تعلم أنها ستقع بين فكي كماشة إذا سقط الشيخ سعيد». ونشر النظام أمس الأول، المئات من عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، تمهيداً «لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في حلب الشرقية، حيث يختلط السكان بالمقاتلين، بحسب عبد الرحمن. وفيما عرضت موسكو فتح 4 ممرات آمنة لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى، اعتبر المجلس المحلي في حلب الشرقية، المعابر المقترحة «معابر قتل وموت»، ولا يمكن الثقة بروسيا ولا بالحكومة السورية، مطالباً مجدداً بتدخل الأمم المتحدة لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة وإدخال المساعدات إلى المدينة. ووثق المعهد السوري للعدالة في حلب، حصيلة الغارات على الأحياء المحاصرة بمدينة حلب وريفها خلال نوفمبر المنصرم، قائلاً إنها بلغت 1550 صاروخاً، و765 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران المروحي، و19 برميلاً يحوي مواد كيماوية، و73 صاروخ أرض- أرض بعيد المدى، و45 صاروخ أرض أرض قصير المدى. كما أحصى المعهد 376 غارة بالقنابل العنقودية، و47 غارة بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، استهدفت أحياء مدينة حلب وريفها. أما تعداد الضحايا الإجمالي للقصف، فبلغت حسب المعهد، 759 بينهم 118 طفلاً، و 71 امرأة. وقال مسؤول رفيع في المعارضة: إن ممثلين للفصائل المقاتلة في حلب، انضموا لمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات، ورفع الحصار عن شرق حلب، متهماً الروس بممارسة «مماطلة شديدة». وأضاف المسؤول الذي طلب حجب هويته بسبب سرية المباحثات، «الدول العربية والولايات المتحدة إذا ما تدخلت على الخط، نحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على الوتيرة نفسه». وهذه ليست المرة الأولى التي تجرى فيها محادثات سرية بين ممثلين عن المعارضة المسلحة وروسيا، لكن مصادر مقربة من المحادثات قالت إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الجماعات المسلحة. واعتبر المتحدث باسم كتائب «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف، المحادثات بأنها «استشارات وليست مفاوضات»، مضيفاً أنها لا تزال مستمرة لكنها لم تحرز تقدماً». من ناحيتها، رحبت واشنطن بلقاء وفد روسي مع أعضاء بالمعارضة السورية في تركيا، مؤكدة أن هذه الخطوة قد تخفف المعاناة في سوريا. من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في بيروت أمس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، واصفاً الوضع في حلب بالخطير، وقال: إن الرئيس الأسد «لا يصلح للحكم». ورداً على سؤال عن الأسد في مؤتمر صحفي، ذكر الوزير التركي أنه ما من شك أن الأسد مسؤول عن مقتل 600 ألف شخص، وأن من له سجل مثل هذا لا ينبغي أن يحكم دولة. وفي تطور آخر، التهم حريق ضخم شب فجر أمس، سوق الحميدية بدمشق القديمة، عدداً من المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس والقماش. وذكر مصدر في شرطة دمشق أن الحريق اندلع في أحد المحال التجارية بسوق مردم بيك وامتد إلى 13 محلاً آخر، مرجحاً أنه نجم عن ماس كهربائي.
مشاركة :