تدافع الفصائل المقاتلة بشراسة عن حي الشيخ سعيد الكبير في شرق مدينة حلب، التي شهدت معارك ليلية ضارية، وفي مواجهة القوات النظامية السورية التي استعادت نحو نصف الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، وتمكن المقاتلون بعد الهجوم الذي شنته القوات النظامية وتقدمها السريع في شرق المدينة، من صد هذه القوات خلال الليل في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الأحياء الشرقية، وخاضوا معها معارك ضارية، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وبدأت القوات النظامية وحلفاؤها بفضل الدعم الإستراتيجي الروسي في 15 نوفمبر هجوما كبيرا من أجل طرد الفصائل المقاتلة من الأحياء الشرقية المحاصرة منذ أربعة أشهر والمحرومة من الغذاء والكهرباء والدواء، في سعي إلى استعادة كامل مدينة حلب. أرقام وبيانات: •300 مدني بينهم عشرات الأطفال قتلوا في أحياء حلب الشرقية منذ 15 نوفمبر •250 ألف عالقين في شرق حلب منذ 150 يوما ولا يملكون وسائل البقاء لفترة أطول. •200 منظمة طالبت بتسلم الأمم المتحدة الملف السوري بسبب عجز مجلس الأمن. •400 جريح على الأقل بحاجة لإجلاء طبي فوري من حلب الشرقية لتلقي العلاج. وذكر المرصد أن المعارك العنيفة تواصلت في محور الشيخ سعيد. وتمكنت الفصائل من استعادة 70 بالمئة من الحي بعد أن كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70% منه. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد بأي ثمن استعادة الحي»، مشيرًا إلى أن «استعادته تهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الأخرى»، وأضاف أن خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصا بعد خسارتهم» جزءا واسعا من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وقال: إن هؤلاء «يقاومون بشراسة لأنهم يعلمون أنهم سيقعون بين فكي كماشة إذا سقط الشيخ سعيد». إلى ذلك كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن محادثات سرية تجريها فصائل سورية مسلحة مع روسيا لإنهاء القتال في حلب برعاية تركية، ونقلت الصحيفة عن أربعة من أعضاء المعارضة قولهم إن تركيا تتوسط في المحادثات. وأفاد أحد مسؤولي المعارضة بأن «الأتراك والروس منخرطون في محادثات بدون الولايات المتحدة التي لا تعرف حتى ما يجري في أنقرة». وليست هذه المرة الأولى التي تجرى فيها محادثات سرية بين ممثلين عن المعارضة المسلحة وروسيا، لكن مصادر مقربة من المحادثات قالت: إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الجماعات المسلحة في هذه المحادثات. وفي سياق متصل قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: إن قوات التحالف الروسي السوري ارتكبت جرائم حرب خلال حملة قصف جوي لمدة شهر على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب، وذلك في سبتمبر وأكتوبر الماضيين. وأشار تقرير المنظمة إلى أن غارات روسيا والنظام السوري بالقنابل المحرمة دوليا قتلت أكثر من 400 مدني بينهم 90 طفلا، وأنها تعمدت في بعض الأحيان تدمير المستشفيات. فيما دعت أكثر من 200 منظمة من منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم أمس الأول، إلى اتخاذ إجراءات طارئة لوضع حد لتصاعد أعمال العنف في سوريا، وسط حالة الجمود التي وصلت إليها الأمور في مجلس الأمن بشأن الأزمة. وحثت المنظمات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على استدعاء القرار الأممي رقم 1950 الذي يسمح لعدد أكبر من الدول الأعضاء بالتدخل. «ما من شك أن الرئيس السوري مسؤول عن مقتل 600 ألف شخص وأن من له سجل مثل هذا لا ينبغي أن يحكم دولة». وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو «الاتحاد الروسي أعلن أن مبعوثيه يريدون الاجتماع في حلب مع موظفينا لبحث الطريقة التي يمكننا فيها استخدام ممرات لإجلاء الناس» رئيس مجموعة العمل حول سوريا يان ايغلاند
مشاركة :