الموصل نافذة لخروج اقتصاد إقليم كردستان العراق من محنته مع استعادة القوات العراقية لأجزاء من الموصل، منذ أكتوبر الماضي، سرعان ما تحرك التجار الأكراد لإمداد المتاجر التي بدأت تفتح أبوابها من جديد في المناطق التي طرد منها مقاتلو داعش. العرب [نُشرفي2016/12/03، العدد: 10474، ص(10)] استثمار مربح كلك (العراق) - بدأ التجار في البلدات الكردية بغزو أسواق المناطق المحررة من مقاتلي تنظيم داعش في مدينة الموصل، كما تزايد مستوى حركة التجارة في المخيمات التي اكتظت بالنازحين على مشارف إقليم كردستان العراق. ونقلت رويترز عن نوري بارزان، تاجر المواد الغذائية الكردي، وهو جالس في مخزنه بمدينة كلك الواقعة شرق الموصل، قوله إن “المبيعات قفزت بنسبة 50 بالمئة منذ بدء العملية، حيث يشتري التجار بضائع استعدادا لاستئناف النشاط في الموصل”. وأضاف بارزان، الذي يدير المخزن مع ولديه “كنت أفكر في إغلاق المحل مع تدهور النشاط ولكني الآن أكثر تفاؤلا. لم نعد إلى ما كنا عليه من قبل لكن الأمل يحدونا”. وتشمل بضائع بتارزان الأرز وزيـت الطهي والصابون ورقائق الـذرة وهـي سلع يشتـد عليها الطلب في مناطق الموصل التي بدأت الحياة تدب فيها من جديد بعد عامين ونصف العام من وقوعها في أيدي داعش. ويتوقع مسؤولون أكراد أن تحرير الموصل، سيكون له تأثير إيجابي على اقتصاد الإقليم، ليس فقط على مستوى تجارة التجزئة فحسب، ولكن في المساهمة أيضا في إعادة إعمار المدينة المدمرة. وقال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، في مؤتمر تعزيز اقتصاد إقليم كردستان، مؤخرا، إن “تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، سيكون له تأثير إيجابي على اقتصاد الإقليم”. ويؤكد مراقبون أن هذه المؤشرات باتت مبعث ارتياح لدى حكومة الإقليم والتجار الأكراد، فالبطالة كانت آخذة في الارتفاع على مدى عامين مع تهاوي أسعار النفط وتوقف حكومة بغداد عن تمويل كردستان. وأصبح مشهد مواقع البناء المهجورة والمتاجر المغلقة والتجار الذين يجلسون بلا عمل في مكاتبهم من المشاهد المعتادة في كلك وبقية كردستان وعاصمة الإقليم إربيل. الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: تكلفة إعادة إعمار الموصل بعد تحريرها تقدر بنحو 190 مليون دولار وفي مخيم أنانا بدأ العشرات من الباعة الجائلين أغلبهم من أكراد العراق بالمجيء كل يوم لبيع الأغذية والماء والسلع من الضروريات المنزلية لسكان مخيم حسن شام ومخيم الخازر اللذين يستضيفان الآلاف من النازحين الفارين من القتال الدائر في الموصل لطرد داعش منها. ويقول سكان المخيم الذين يشكون من نقص الغذاء والمياه الصالحة للشراب إن الأسواق المؤقتة تسد فراغا نتج عن عدم كفاية المساعدات الإنسانية، لكنهم يخشون من تعرضهم للاستغلال على أيدي التجار في الوقت الذي بدأ ينفد فيه ما لديهم من مال. وقال فرحان معجل، مالك أحد متاجر البقالة، التي عاودت فتح أبوابها في الضواحي الشرقية منذ اخترقت القوات العراقية دفاعات داعش “بضاعتي الآن تأتي من كلك”. وأضاف قائلا “لم أكن أعرف التجار وإنما أوصاني بهم أصدقاء كرد. قبل ذلك كان كل ما أبيعه يأتي من سوريا”، مشيرا إلى أن التجار الأكراد يعرضون أسعارا جيدة ويسمحون له ببيع علبة المشروبات الغازية مقابل 250 دينارا (نحو 0.2 دولار) أي نصف سعرها البالغ 500 دينار في ظل سيطرة داعش عندما كانت الإمدادات محدودة. وكانت الموصل، التي تحصل على الإمدادات أساسا من التجار في سوريا الذين يجلبون البضائع التركية والإيرانية والسورية، بعد أن دعم مقاتلو داعش هذا الطريق من خلال ربط الموصل بالرقة في سوريا في حين قطعوا معظم الطرق الممتدة إلى المناطق الكردية والأراضي التي تسيطر عليها الحكومة. ويقول مؤيد ماماند، وهو تاجر كردي آخر في كلات إن العمل بدأ ينتعش مع مجيء التجار لشراء بضائع للموصل. وأضاف “كل صباح تتدفق العشرات من الشاحنات من كلات ومدن كردية أخرى محملة بشتى الإمدادات من الماء إلى الخبز والأرز والصابون نحو معسكرين يأويان أكثر من 40 ألف نازح أو إلى قواعد الجيش العراقي”. وتلقى الاقتصاد الكردي دفعة قوية أيضا من تدفق عشرات الآلاف من الجنود ورجال الشرطة الذين يشاركون في حملة الموصل وعمال الإغاثة الذين يقدمون يد العون إلى نحو 80 ألف مدني فروا من القتال الدائر. وبالإضافة إلى حساباته السياسية، يشارك إقليم كردستان في معركة تحرير الموصل للحصول على نصيبه من إعادة بناء المدينة من أجل التقليل من فجوة الديون التي يعاني منها والتي بلغت 18 مليار دولار. وقدرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تكلفة إعادة إعمار الموصل بعد تحريرها بحوالي 190 مليون دولار. وقال الرئيس الفني للوكالة مايكل نرباس، إن “الدمار في المدينة بلغ نحو 40 بالمئة وقد يتغير هذا الرقم نتيجة استمرار المعركة في المحافظة”. ويعرف المسؤولون الأكراد المكانة الكبيرة لمحافظة نينوى ولمدينة الموصل بوجه خاص نظرا إلى موقعها الاستراتيجي وإلى المقومات الاقتصادية التي تمتلكها، حيث أنها تعتبر سلة غذائية وطريقا تجاريا وخزانا نفطيا. ويتوقع رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، فلاح مصطفى بكر، نموّ اقتصادي كردستان والعراق خلال الفترة المقبلة، إذا ما تمت استعادة مدينة الموصل بشكل كامل. :: اقرأ أيضاً ضغط روسي أجبر إيران على القبول باتفاق أوبك لخفض الإنتاج المغرب ينال ثقة صندوق النقد في استراتيجية تعويم الدرهم قرار أوبك خفض الإنتاج يواجه صعوبات في التنفيذ اليوان الصيني ضمن احتياطي تونس النقدي
مشاركة :