غلطة الشاطر بألف

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 60
  • 0
  • 0
news-picture

أن تخطىء أمام نفسك أو أمام البيئة التي حولك ستكون حسنة وسيكون ذلك الخطأ مؤقت وربما ستكون ردة الفعل موقفية في ذات الموقف . لكن حين يكون الخطأ أمام جمع من الناس حينها ستكون جريمة وبالكاد لن تسلم من جلدهم لذاتك ونسف كل ما حاولت بناءه مدى حياتك. فمهما كانت موهبتك المبدأ الذي يتعامل به البعض أن سيئاتك مهما قلت ستُرى وحسناتك مهما كثُرت لن ترى . ما حدث لذلك الشاعر الذي أصبح حديث الساعة أن خانه التعبير، ولم تخُنه القصيدة. كان من الأجدى،والأحرى للجميع حينها أن يتعامل مع الموقف بمبدأ النقد الراقي لا اللاذع، والنقد الهادف الذي يهدف للتصحيح، وليس التقليل والتجريح . غلطة الشاعر أنه وقع  في ذلك  الموقف  في زمن  القذف الأعلامي   الجائر  الذي  يتزعمه  بشر يرون  انفسهم  معصومون  عن كل خطأ  بينما  غلط غيرهم  جريمة لا بد أن يُعاقب عليها فمتى ستتغير هذه النظرة؟ النظرة السطحية للأمور وأن يُنظر لكل شيء من الخارج وعدم الالتفات لما يحوي المضمون . ومتى سنرى الأمور بالعقل لا بالتهكم، والسخرية، والمزاح المبالغ فيه حد تعقيد الشخص وكرهه لنفسه وشعوره بالنقص في كل مرةٍ يُشار إليه وكأن ما فعله بالأمر العظيم الذي لا بد بعده أن لا يمارس حياته الطبيعية وأن يبدأ في جلد ذاته ويكرر الاعتذار ليرضى البعض ويبقى البعض الأخر رهين سخافاته التي يستمر فيها ويدندن بموالها في كل مناسبة تستدعي تذكر الموقف . والسؤال المهم لمَ لم يرى المُتهكمون جمال كلمات القصيدة التي أشاد بها عمالقة الشعر بعيداًً عن الألقاء الذي لم يُوفق فيه الشاعر؟ ولمَ كان عدم الرضا عن كلا الجانبين؟ قد حُمل الشاعر أكثر مما لا يُحتمل، وحُمل الموفق حد المبالغة في الوقت الذي كان لا بد أن يعبر ويُنسى بدلاً من تداوله والتذكير به تلك ليست ثقافة ولا خلق المسلم. أخلاق المؤمن لا تحمِلك على التهكم،وروح النكتة على كل غلطة أو كل وقعة فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده . فلنرى الجانب الجيد من زاوية العقل، وأن لا نمسك دائماً السوط ونتأهب لنجلد فنحن بشر لسنا بكاملين . النقص يعترينا، والكمال ليس فينا، وستر الله يحتوينا . ولنبتعد كل الابتعاد عن فكرة أن نكون نقاد ونحن لا نملك تلك الملكة، وأن نحشر أنوفنا في كل ما نعرف ولا نعرف، وأن نكتفي بأن نُبدي الصمت لعدم الرضا أو أن نتجاهل الموقف كون صاحبه لم يمس أحداً بالأذى. كلنا نُخطئ، ونتعلم، وكل خطأ لا يضُر الجميع لا حق لأحدٍ من البشر أن يُحاسِب عليه ذلك الشخص أو يقول له كيف أخطأت،ولمَ أخطأت،وستُعاقب.

مشاركة :