لم نستوعب الدرس! - مقالات

  • 12/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي كشفت عن التفاوت الواضح بين أفراده في إدراك الواقع وفي فهم التحديات والفرص إلى جانب التفاوت في الخضوع للعادات والتقاليد والقوانين السارية، وعن التفاوت في الإمكانات والمواهب الشخصية والتفاوت في ظروف النشأة. وكل هذا يجعل تماسك المجتمع منقوصاً، ترسخ وتجسد هذا التماسك المنقوص في اختيار المواطنين للمرشحين عندما انقسم أفراد المجتمع إلى صنفين، صنف مدرك وواع واستوعب الدرس واتخذ من الماضي عبرة، واختار من يمثل الأمة الكويتية بأكملها، وصنف آخر اختار من يمثل مذهبه أو قبيلته أو عائلته أو مصلحته الشخصية وإن كان متعصباً ومتطرفاً أو فاسداً. نحن مقبلون على مرحلة صعبة، وصعوبتها تكمن في الاختيار الخاطئ لمن يمثل الأمة الكويتية، وإن كنّا جادين بالإصلاح ومحاربة الفساد لا بد من التفكير في المبادرات والإجراءات والنظم والآليات والأدوات التي تجعل حياتنا أكثر عدلاً وإنصافاً، ومن المهم أن يشعر الناس أنهم أقوى من المتعصبين والفُسّاد، وأنهم يجدون من الأعضاء من يحمي حقوقهم، ويلجأون إليه في الأوقات الصعبة. ولعل من أهم ما يحقق الإصلاح ويحارب الفساد، بذل الكثير من الجهود الرسمية والشعبية لمطاردة الفساد وحصره في أضيق الزوايا، كما أن لا بد من إتاحة مساحات واسعة للنقد والنقد الذاتي الذي يساعد في تحقيق العدل، مهم جداً اختيار أفضل الرجال وأصلحهم وأنشطهم لنصب موازين العدل، وتحصين القضاء وضمان استقلاله شرط جوهري للقيام بدوره المنشود. المعاناة كبيرة وبالكويتي «الشق عود»، إلا إننا إن استطعنا ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص على صعيد الخدمات الأساسية وعلى صعيد الوظائف والترقي الاجتماعي، وكسر حدة القلق والتناحر الاجتماعي الناشئ عن التباين الحاد الناتج من المحسوبية والواسطة، والتخلص من الأمية الطائفية والمذهبية وغيرها على نحو نهائي، والارتقاء بالولاء والانتماء للوطن، سنتغلب على الفساد ونقضي عليه بل سوف نقتلعه من جذوره. m.alwohib@gmail.com ‏mona_alwohaib@

مشاركة :