أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن متحف «اللوفر أبوظبي»، الذي يجري العمل على استكماله حالياً في جزيرة السعديات بأبوظبي، يمثل رسالة سلام وتسامح تقدمها الإمارات وفرنسا للعالم، ورمزاً للاهتمام بالتاريخ والحضارات في مواجهة الأعمال البربرية والتعصب والقوى الظلامية التي تريد تدمير التاريخ ومحو آثاره ومنع المستقبل. لوحة تذكارية.. وأعمال في ختام الجولة، أزاح الرئيس الفرنسي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الستار عن اللوحة التذكارية لزيارة موقع إنشاء المتحف، التي جاء فيها: «تتويجاً لعلاقات الصداقة الراسخة التي تربط بلدينا، تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة متحف اللوفر أبوظبي للبشرية جمعاء ليكون بارقة أمل لوحدة العالم، ومنارة للتراث الإنساني، ورسالة للاحترام المتبادل بين الشعوب- فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية». ويأخذ المتحف زائريه على متن رحلة تسافر بهم إلى مختلف الأزمنة الفنية من خلال سلسلة من الأعمال الفنية الدائمة وغيرها من الأعمال المستعارة من متحف اللوفر، إضافة إلى 12 مؤسسة ثقافية فرنسية. ومن بين الأعمال المستعارة.. لوحة «جميلة الحدّاد» (1495-1499) للفنان العالمي ليوناردو دافينشي، وتمثال الملك رمسيس الثاني (1279 - 1213 ق.م) من متحف اللوفر في باريس، و«بورتريه ذاتي» (1887) للفنان فينيست فان جوخ من متحف أورسيه، و«نابليون عابراً جبال الألب» (1803) للفنان جاك لوي دافيد من قصر فرساي، ولوحة «حياة ساكنة مع ماغنوليا» (1941) للفنان هنري ماتيس من مركز بومبيدو، وعمل «الكرة الأرضية» للفنان فينسينزو كورونيلّي من مكتبة فرنسا الوطنية، وغير ذلك من الأعمال الفنية الأخرى. ووصلت أعمال إنشاءات متحف اللوفر- أبوظبي إلى مراحلها النهائية، إذ ستنتقل إلى مرحلة دقيقة من الإعدادات الضرورية التي تتضمن إجراء الاختبارات وتثبيت المقتنيات وإعداد برامج جولات الزوّار استعداداً لافتتاحه رسمياً. 2007 العام الذي وقّعت فيه الإمارات وفرنسا اتفاقاً على إنشاء متحف «اللوفر أبوظبي». وأضاف «يحمل (اللوفر أبوظبي) رسالة طموحة في الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، رسالة تقوم على الحوار والذكاء، وتوفر الحماية للتراث الإنساني بشكل عام». وأشار الرئيس الفرنسي في كلمة له عقب جولة قام بها في متحف «اللوفر أبوظبي» بجزيرة السعديات، صباح أمس، يرافقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن المتحف الجديد يحمل طابعاً عالمياً، إذ يجمع بين مقتنيات من مختلف الحضارات والثقافات لتعرض في قلب الشرق الأوسط، مشدداً على عزم الإمارات وفرنسا على حماية المدنيين من الضعفاء والمهمشين والمهددين، سواء بالنزاعات أو بالمخاطر الطبيعية والمناخية، وكذلك حماية التاريخ والحضارات المختلفة، والتي تصب في النهاية في حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية. وأشاد أولاند بنجاح الإمارات في إنشاء مكان فريد من نوعه، يجسد الطموح والتعاون المشترك بين البلدين الذي بدأ منذ عام 2007، عندما تم الاتفاق على إنشاء «اللوفر أبوظبي»، في خطوة اعتبرت في تلك الفترة جريئة جداً، لافتاً إلى أن التعاون بين الإمارات وفرنسا لم يتوقف على المبنى والإنشاءات فقط، بل يتضمن أيضاً الأعمال والمقتنيات التي ستعرض في المتحف، وتبادل المعرفة بين الطرفين خلال العمل المشترك. مشدداً على أهمية أن هذا الإنجاز الذي يحمل طابعاً متميزاً وخاصاً، ويجب أن يرافقه نشاط بشري يتناسب معه ويعبر عنه وعن رسالته، باعتباره مشروعاً يتجاوز المنطقة التي انطلق منها. وأوضح أولاند أن الإمارات وفرنسا ستكونان من أوائل الدول المشاركة في تمويل الصندوق الدولي للحماية التراث الثقافي، الذي أعلن عن إنشائه بالتزامن مع مؤتمر «حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر»، الذي اختتم أمس في أبوظبي، مشيداً بتوجه المؤتمر لإنشاء شبكة من الملاذات الآمنة لحماية وحفظ القطع والمقتنيات التاريخية والأثرية، التي ستوفر مناطق لحفظ هذه القطع، وربما يمكن ترميمها أو حتى عرضها في هذه المناطق. وأشاد أولاند بالتصميم الذي وضعه المعماري الفرنسي جان نوفيل لمتحف «اللوفر أبوظبي»، الذي يسمح بدخول الضوء إلى المتحف، ويوحي بأن قبته تطوف فوق زوار المتحف. ورحّب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالرئيس الفرنسي. وقال: «اليوم نتشرف بحضوركم معنا للاطلاع على تطورات المتحف العالمي الذي تتعاون من خلاله الإمارات وفرنسا، ليس فقط لإبراز الحوار والتبادل بين الحضارات والثقافات، بل أيضاً للنظر إلى المستقبل، وكيفية إنعاش الشباب وتحقيق التبادل الفكري والمعرفي»، معرباً عن فخر الإمارات بالتعاون بين الحكومية الفرنسية ومتحف اللوفر لإنشاء هذا المشروع الطموح. وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد بطبيعة العلاقات التي تربط بين الإمارات وفرنسا، وما تتميز به من أفق فكري ثقافي ومعرفي «وهي غاية أية علاقة». وأضاف: «في السنة المقبلة سيكون هذا المعرض مكتملاً ومليئاً بالتحف والمقتنيات وأيضاً بالناس والأفكار». مقتنيات تروي قصصاً تاريخية جاء متحف اللوفر أبوظبي ثمرةً لاتفاق دولي بين حكومتي أبوظبي وفرنسا في عام 2007، ويعد متحفاً عالمياً يجسد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، ويعرض المتحف مجموعة مختارة من الأعمال التي تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفترات التاريخية والحضارات. وعقب الافتتاح، ستروي المقتنيات الدائمة، فضلاً عن أعمال فنية أخرى مُعارة من نخبة من أعرق المؤسسات الثقافية الفرنسية، قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية، وصولاً إلى الوقت الحاضر عبر 23 قاعة عرض. وصُمّم متحف اللوفر أبوظبي بحيث يبدو وكأنه يطفو على مياه الخليج العربي، واستوحى المصمم المعماري جان نوفيل الحائز جائزة برتزكر العالمية، الممرات المائية الجارية في المتحف من نظام الأفلاج المعروف في الهندسة العربية القديمة. أما مظهره العام فيعد حصيلة التصميم المعماري العربي المتميز بلونه الأبيض وأسقفه المنخفضة، بيد أنه يعد إبداعاً هندسياً معاصراً مصنوعاً من خرسانة فائقة المتانة. ويتكون المتحف المدينة من 55 مبنى منفصلاً.
مشاركة :