«لبيك يا حسين!» هو الهتاف التقليدي للشيعة في المعركة، وكتب الجنود الشعار ذاته كذلك على المباني في الموصل خلال المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة. ويقول القادة والقوات إن الشعار الذي يكتب في بعض الأحيان فوق كتابات تنظيم الدولة نفسها، ما هو إلا تعبير عن انتصار عموم العراقيين. ويوافق بعض السكان على هذا الرأي، لكن بالنسبة للآخرين في المدينة متعددة الأعراق -وإن كانت يغلب على سكانها السنة- فإن هذا يمثل تهكما طائفيا واضحا. وقال أحمد عادل وهو طالب في المرحلة الثانوية عمره 17 عاما، إن المقاتلين الشيعة لا يحاولون على الأقل إرغام الآخرين على اعتناق فكرهم. وقال وهو يشير إلى شعار شيعي مرسوم بجوار محل بقالة على مقربة: «الشيعة والسنة إخوان والشبك والكرد إخوان والتركمان كلتنا إخوان.. كله على دينه ومذهبه ما حدش يجبر حد. داعش بس جبار العالم على مذاهبهم ودينهم ماكو حد ماكو فرق». وفي بادئ الأمر رحب بعض السنة بتنظيم الدولة، إذ رأوا فيهم حماة من الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد. واليوم لا يجد معظم السكان قولا حسنا بحق المقاتلين وحكمهم الوحشي الذي انطوى على جلد الناس بسبب التدخين وسبي النساء غير المسلمات وإعدام المعارضين. وكثيرا ما يرحب السكان بحرارة بالجنود الذين يطردون تنظيم الدولة. وقال ساكن آخر في الحي يدعى شامل: «إحنا مرينا بظروف يعني.. إحنا الشباب شفنا شيء لأجدادنا وآباءنا ما شايفينه واتبهدلنا.. قبل المعارك هادي.. لما حررونا خلصنا». ورفع علما يحمل صورة الحسين على مدخل مسجد للسنة في حي كوكجالي بشرق الموصل، إلى جوار عدد من المتاجر والمباني السكنية التي كتب عليها «لبيك يا حسين!». وقال أكثر من 12 ساكنا إن جنودا رسموا الشعارات بعد وصولهم. وأكد ذلك ثلاثة جنود شيعة من وحدة مشاة، وقالوا إنهم رسموا مثل هذه الشعارات بأنفسهم أو شاهدوا جنودا آخرين يفعلون الأمر ذاته. وقال أحدهم وهو يقف بجوار قافلة، إن الإمام الحسين والإمام عليا من أكثر الأئمة توقيرا في الإسلام. وأحصت رويترز ما يربو على 30 عربة عسكرية تحمل أعلاما عليها صور الإمام الحسين أو الإمام علي خلال الأسبوع المنصرم في الموصل. وشوهد شعار شيعي وراية تحمل صورتي الحسين وعلي عند نقطة تفتيش للجيش خارج برطلة مباشرة، وهي بلدة شرقي الموصل استعادت القوات السيطرة عليها في الأيام الأولى للحملة. وساعدت واشنطن في تدريب الجيش وتدعم التقدم العسكري بضربات جوية وبمساعدة على الأرض، لكنها تمارس ضغوطا على بغداد لضمان عدم اصطباغ القوات بنزعة طائفية. وانضمت جماعات شيعية مسلحة لها صفة رسمية الآن غير أنها منفصلة عن الجيش، إلى هجوم الموصل، لكنها ظلت بعيدة إلى الغرب من المدينة نفسها.;
مشاركة :