ضمن نشاط الملتقى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون الذي يشرف عليه الناقد د. سعد البازعي قدمت د. هيفاء الفريح ورقة نقدية بعنوان: لعبة الزمن في مواطئ الوقت الخميس الماضي انطلقت فيها من الفكرة التي يثبتها النقاد من كون السردية في معناها الأول تعبير عن التحول، والتحول لا يتأتّى إلا في سياق زمني؛ لذا كانت السردية فن صناعة الزمن، وقالت: وهذه الرواية (تفنّن) كاتبها بصناعة زمن. والزمن الذي قصدته ورقتها زمن الخطاب، لا زمن الحكاية. تحدثت في مدخل الورقة عن الفرق بين زمني: الحكاية والخطاب وعرّجت على طرق الروائيين في التقنيات الزمنية التي يلجؤون إليها في الكتابة السردية. ثم تناولت صلب الموضوع بأن فصّلت الحديث عن الزمن في تلك الرواية عبر محورين: الأول: بين التاريخي والتخييلي، والثاني: سديمية الزمان وتجلي المكان. تناولت في المحور الأول الأحداث التاريخية المؤطرة للرواية كحرب الوديعة، واقتحام جهيمان للحرم، وحربي الخليج الأولى والثانية ومذبحة صبرا وشاتيلا وضرب أميركا لليبيا. ثم انتقلت إلى الزمن السردي التخييلي فيها والقائم على فكرة جديدة هي التي قدحت في ذهن لتركز عليها؛ حيث لم يبنِ الكاتب روايته على فصول، بل قامت على التكسير والقفز ورصّ المشاهد التي لا نعلم أنها انتهت إلا عندما تحيل الكلمة التي انتهى بها المشهد الأول على مشهد آخر لا نعرفه إلا بالسياق، فيما تناولت في المحور الثاني الشواهد المتناثرة على سديمية المكان بدءا من العنوان ومرورا بالجمل المتناثرة حول الزمن في محاولة لفك رموزها وأبعادها. ختمت ورقتها بميل الكاتب إلى التجريب في الكتابة الإبداعية؛ لذا جاءت روايته على هذه الصورة الملفتة. بعد ذلك تدفقت المداخلات بالأسئلة المتنوعة، كان من أبرزها: تعليق الدكتور خالد الرشيد على بنية الزمن بشكل عام في روايات تيار الوعي، ومداخلة القاص محمد الراشدي حول النفس القصصي لدى الدوسري والقائم على المشاهد تأثرا بكتابته للقصة القصيرة، ومداخلة الأستاذ وعد المحيا تعليقا على نقطة ذكرتها الدكتورة هيفاء من كون كل الشخصيات بأسماء عدا البطل، مشيرا إلى روايات كافكا وتشييء الإنسان.
مشاركة :