مخاوف إغراق الصلب تهيمن على مناقشات «منظمة التجارة»

  • 12/4/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هيمنت إجراءات لمكافحة الإغراق التي اتخذتها بعض الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية بشأن استيراد الصلب على مناقشات "لجنة ممارسات مكافحة الإغراق" التابعة للمنظمة، التي أعربت عن قلقها من العرض المُفرط لمنتجات الصلب، وما أسفر عنه من ارتفاع حاد في عدد تدابير مكافحة الإغراق ضد واردات الصلب. وحسب أرقام منظمة التجارة، فإن عدد تحقيقات الإغراق التي تخص قطاع الصلب وحده بلغ 23 في عام 2012 والرقم نفسه في عام 2013، إلا أنه ارتفع إلى 41 في عام 2015. وسأل خمسة أعضاء آخرون الهند حول خطوات اتخذتها أخيرا ضد الإغراق، إذ قالت الصين إنها تشعر بقلق إزاء الممارسات الهندية الأخيرة، مشيرةً إلى أن الهند بدأت 18 تحقيقاً ضد الواردات الصينية من كل الأصناف في عام 2016 وحده. وأضافت الصين أنها "قلقة بخصوص ممارسة هندية تسمى إكمال سلاسل القيمة، تطلب بموجبها من جميع الشركات الواقعة في سلسلة التصدير ـ من ضمنها الشركات ذات العلاقة بتصدير ذلك المُنتج وغير ذات العلاقة، على حد سواء - أن تجيب عن أسئلة واردة في استبيانات ترسلها الحكومة". وشككت كل من اليابان وأوكرانيا في عديد من جوانب التحقيقات الهندية إزاء منتجات الصلب اليابانية والأوكرانية، أسفرت في آب (آغسطس) الماضي عن إقرار أوَّلي بوجود إغراق، لكن الإجراءات التي اتبعتها الهند تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، حسب مندوبي البلدين. وقال الاتحاد الأوروبي "إن لديه شكوكاً جدية حول قرار الهند بإطلاق تحقيق لمكافحة الإغراق على المطاط من نوع، بوتادين ستايرين، وحث نيودلهي على أن يختتم التحقيق دون فرض أي تدبير". ورد مندوب الهند أنه "سينقل مواقف الدول الأعضاء إلى عاصمته، وسيقدم الردود مكتوبةً لاحقاً". وبدورها أكدت اليابان قلقها إزاء العَرض المُفرِط في الفولاذ في السوق العالمية، وعزت ذلك أساسا إلى زيادة الطاقة الإنتاجية في الاقتصادات الناشئة التي ليس لها مُبرر اقتصادي عام، حسب تعبيرها، لافتة إلى أن هذا سبَّب ارتفاعا في تدابير الانتصاف التجاري على الصعيد العالمي. وتلقى الاتحاد الأوربي، بدوره، انتقادا من روسيا والصين، اللتين أعربتا عن قلقهما إزاء تحقيقات بدأها الاتحاد الأوروبي على وارداته من الصلب. وقالت روسيا "إن التكتل الأوروبي وصل إلى هوامش الإغراق المُفرط الذي أدى إلى فرض رسوم مكافحة الإغراق على منتجات الصلب الروسية". وأضافت الصين أنها "تشعر بالقلق إزاء تحقيق الاتحاد الأوروبي على منتجاتها من الصلب، وأن هناك أدلة غير كافية لتبرير التحقيق". وحث "مصنع العالم" الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في النتائج التي أدت إلى إطلاق التحقيق، مؤكدا عدم اتفاقه مع روسيا والصين، وأنه واثق بأن تحقيقاته تتماشى مع متطلبات منظمة التجارة. وفي السياق ذاته أثارت البرازيل قلقاً بشأن تحقيق عام بدأته الولايات المتحدة على وارداتها من الصلب البرازيلي، وحذرت من تزايد استخدام تدابير الدفاع والحمائية التجارية في قطاع الصلب. كما تحدت روسيا أستراليا حول تحقيقاتها لمكافحة الإغراق على نترات الأمونيوم، خاصة ما توصلت إليه التحقيقات من نتيجة أن المنتجين الروس يستفيدون من أسعار للغاز تم تخفيضها بشكل مصطنع. وقالت روسيا إن الحكم الأخير لهيئة الاستئناف في قضية وقود الديزل الحيوي في الاتحاد الأوروبي "صدر الشهر الماضي" يؤكد بوضوح أن تكلفة الإنتاج ينبغي أن تستند إلى السجلات المحفوظة من قبل المنتجين، وليس إلى حسابات أخرى. وأكدت أوكرانيا تحديها لتحقيقات روسية أدت إلى فرض رسوم مكافحة الإغراق على قضبان المنجنيز من أوكرانيا، وكذلك تحقيق جديد حول الفولاذ، فيما قالت روسيا "إن إجراءاتها تأتي وفقاً لقواعد منظمة التجارة". من جانبها انتقدت السلطات القطرية نظيرتها الهندية، أمام منظمة التجارة العالمية لإجراء الأخيرة تحقيقاً يتعلق بالبنزين، ووصفته الدوحة بأنه ينتهك عدة مستلزمات إجرائية ضرورية. وكانت الصين والهند مسرحاً لانتقادات أكثر من دولة، في حين لم تتردد بكين نفسها في الانضمام إلى خمس دول شاركت في انتقاد إجراءات نيودلهي في مكافحة الإغراق. وقالت قطر، خلال مناقشات "لجنة ممارسات مكافحة الإغراق"، التي تعد إحدى أهم لجان منظمة التجارة، أمس، "إن التحقيقات الجارية في الهند بشأن البنزين انتهكت عديداً من الشروط الإجرائية التي حددتها منظمة التجارة، وإنها عجزت عن إثبات حصول ضرر مالي أو تجاري لحق بالمنتجين المحليين للبنزين في الهند"، وحدد المندوب القطري شكوى الدوحة من تحقيق الهند من نوع معين من البنزين يُعرف باسم "لينار ألكيل بنزين".

مشاركة :