مشاورات تشكيل الحكومة المغربية معلّقة بانتظار عودة زعيم «تجمع الأحرار»

  • 12/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم إلى عدم المقامرة بالاستقرار السياسي والمؤسساتي للمغرب، منوهاً بصمود رئيس الوزراء المكلف عبد الإله بن كيران بعد مرور شهرين تقريباً على تكليفه من الملك محمد السادس من دون أن ينجح في تأليف حكومة جديدة. وقال القيادي البارز في الحزب الحاكم خالد الرحموني إن» صمود بن كيران وعدم خضوعه للاشتراطات المغالية غير المنطقية وغير الوفية لإرادة الشعب المغربي والتحام القوى السياسية سليلة الحركة الوطنية معه، يعني أن الطريق سالكة أمام مواصلة تجربة الإصلاح الديموقراطي». وأضاف أن أفق المغرب هو مواصلة تجربة الإصلاح واستكمال حلقاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث لا مجال للمقامرة بالاستقرار السياسي والمؤسساتي للبلد من أي طرف. وتفادى بن كيران التعليق على مشاوراته مع زعيم «تجمع الأحرار» عزيز أخنوش، التي فشلت في الوصول إلى نتيجة. ويتمتع بن كيران بدعم حزبي «الاستقلال» (٤٦ مقعداً) و «التقدم والاشتراكية» (١٢ مقعداً) لكنه يحتاج إلى 15 مقعداً لتأمين غالبية برلمانية. وهو يراهن على مشاركة حزب «تجمع الأحرار» (٣٧ مقعداً) لضمان غالبية مريحة في البرلمان. ورفض الحزب الحاكم تحمل مسؤولية شلل المشاورات التي توقفت بسبب معارضة حلفاء بن كيران في الحكومة المنتهية ولايتها الانضمام إلى حكومة يشارك فيها حزب «الاستقلال» المحافظ في مقابل تشبث بن كيران به. ووصف الرحموني الصعوبات التي تعترض بن كيران بصراع إرادات يسم كل مرحلة انتقالية، مشيراً إلى أن «لا رجوع عن الخيار الديموقراطي ولا سبيل لقطع الطريق على تبلور نتائج 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في إشارة إلى تحليلات تنتقد «أصولية» الحزب الحاكم وتطالب باستبدال بن كيران إفساحاً في المجال أمام تشكيل حكومة جديدة. وقال الرحموني إن تلك الخطابات المراهِنة على «إشاعة الكراهية والترويج البائس لمقولات التطرف الفكري والسياسي المحرِّض على أكبر حزب معتدل في المغرب، مصيرها مزابل التاريخ ومآلها الفشل الذريع والهامشية والموت البطيء». وأضاف أن «أصحاب تلك السرديات من الطلائع السلطوية والقوى الاستبدادية الكامنة في بعض أجهزة الإعلام يمثلون أعداء النجاح». وأكد المصدر أن حزب «العدالة والتنمية» سيتجاوز «الطروحات المقامرة»، لأن مَن يقف وراءها هو في مأزق حاد وأزمة مستدامة، معتبراً أن فشل جهات في الانتخابات الماضية التي منحت الصدارة لحزب رئيس الوزراء المكلف جعلتها تروج «لاستبداد مستنير» أو «ديموقراطية استعبادية». واجتمع بن كيران بحليفيه زعيمي «التقدم والاشتراكية» نبيل بن عبد الله و «الاستقلال» حميد شباط لإطلاعهما على تطور المشاورات. وطالب كل من شباط وبن عبد الله بالإسراع في تشكيل الحكومة حفظاً للمؤسسات المتوقفة. وشدد شباط على ضرورة تأليف حكومة متجانسة بمرجعيات غير متناقضة لمواجهة التحديات المطروحة على المغرب وفي مقدمها قضية الصحراء. وقال شباط إن «السؤال اليوم مطروح حول مدى استقلالية القرار الحزبي للمساهمة في بناء دولة ديموقراطية وما إذا كان هناك ارتداد يتهددنا بالعودة إلى الخلف». وأضاف أن «الظرف الحالي الذي يمر به المغرب يفرض علينا جميعاً المضي في الإصلاح». ويرفض بن كيران الإعلان عن فشل مشاوراته، متمسكاً بعودة زعيم «تجمع الأحرار» من جولة أفريقية بقوم بها برفقة الملك.

مشاركة :