يواجه الجنرال جيمس ماتيس الذي اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عقبة دستورية تحول دون تعيينه في هذا المنصب الحساس، وهو ما أشعل جدلاً حادًا داخل أروقة الكونجرس. وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أنّ ماتيس الملقب بـالكلب المسعور قد تقاعد من سلاح مشاة البحرية الأمريكية المارينز في عام 2013، في حين ينص القانون الفيدرالي على وجوب أن يبقى أي ضابط متقاعد خارج الخدمة لمدة لا تقل عن 7 سنوات قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع. وبحسب الصحيفة، يحتاج الكونجرس الذي لا يزال يخضع لسيطرة الجمهوريين إلى تمرير قانون آخر يسمح بتجاوز شرط المدة كي يتمكن ماتيس من استلام منصبه الجديد، والذي سيعتبر الأول من نوعه منذ وافق الكونجرس على تولي الجنرال المتقاعد جورج سي. مارشال وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في العام 1950. وأضافت الصحيفة أن القادة الجمهوريين في الكونجرس، من بينهم جون ماكين السيناتور عن ولاية أريزونا والذي يترأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ وماك ثورنبيري عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس ورئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، قد أبديا رغبة قوية في تمرير قانون جديد يقضي بتجاوز شرط المدة بهدف إيصال ماتيس إلى البنتاجون.” لكن قد لا يُظهر الديمقراطيون هذه الرغبة، وهو ما جاء على لسان كريستن جيليبراند، السيناتور عن ولاية نيويورك والتي قالت: ”برغم احترامي الشديد لتاريخ الجنرال ماتيس، فإنّي أعترض على تمرير قانون لإلغاء شرط المدة التي تحول دون شغله منصب وزير الدفاع.” وأضافت جيليبراند:” السيطرة المدنية على الجيش مبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية الأمريكية، ولن أصوت على استثناء لتلك القاعدة.” من جهته، قال أدام سميث، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الخدمات المسلحة في المجلس إن اختيار ترامب يثير علامات استفهام كثيرة حول المبادئ الأساسية للنظام الدستوري في الولايات المتحدة.” وواصل سميث:” السيطرة المدنية على الجيش ليست شيئا قابلا للنقاش ولا يمكن إلقاؤها في سلة المهملات، مردفا:” ولذا وبرغم احترامي لشخص الجنرال ماتيس، يتعين على مجلس النواب إجراء مراجعة كاملة تشتمل على جلسات استماع لـ لجنة الخدمات المسلحة، إذا ما تحتم تمرير قانون جديد لتجاوز شرط مدة تعيين الضباط المتقاعدين في منصب وزير الدفاع.” ولم يكتسب الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي أشرف لعدة سنوات على جهود الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط ورشحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، على لقب الكلب المسعور من فراغ. فقد رأس ماتيس (66 عاما) كتيبة قوات مشاة البحرية المارينز” خلال حرب الخليج الأولى، وفرقة تابعة لقوات المارينز خلال غزو العراق في 2003. وفي 2010 رشح ماتيس، وهو من ولاية واشنطن، المعروف بخطابه الحاد حينما كان رئيسًا للقيادة الأمريكية العسكرية الوسطى. ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق حيث ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد قبل أن يشرف على الانسحاب الأمريكي من العراق، وكذلك في أفغانستان حيث نفذ عملية زيادة لعديد القوات. كما منحه ذلك مسؤولية على منطقة تشمل سوريا واليمن وإيران. وفي السابق قاد الجنرال القيادة المشتركة للقوات الأمريكية وقيادة حلف شمال الأطلسي الناتو المكلفة بإعداد قوات التحالف لمواجهة تحديات المستقبل. ونال الجنرال لقب الكلب المسعور بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز.” ونقل عنه قوله كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم. وأعلن ترامب ترشيح ماتيس أول أمس الخميس في أول تجمع له بعد فوزه في الانتخابات، عقده في ولاية أوهايو. وقال أمام حشد كبير من انصاره في سينسيناتي سنعين الكلب المسعور” ماتيس وزيرا لدفاعنا. وأضاف إنه الأفضل. هم (الجنرالات الآخرون) يقولون إنه الأقربإلى الجنرال جورج باتون، في إشارة إلى القائد العسكري الذي برز خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن ماتيس سيحتاج الى استثناء خاص من قانون يحظر على أي جنرالات متقاعدين تولي منصب وزارة الدفاع لمدة سبع سنوات بعد تقاعدهم. ويهدف القانون إلى ضمان السيطرة المدنية على جيش البلاد. وحصل مارشال على الاستثناء في 1950. وفي حال وافق مجلس الشيوخ على تعيينه، سيكون ماتيس أول جنرال متقاعد يشغل منصب وزير الدفاع منذ جورج مارشال في 1950 الذي خدم في إدارة الرئيس هاري ترومان. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)