شيانغ ماي «زهرة الشمال» التايلاندي ملاذ الباحثين عن السكينة

  • 12/5/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شيانغ ماي الملقبة بـ «زهرة الشمال»، مدينة صغيرة تقع في شمال تايلاند التي أصبحت مدرجة على لائحة البلاد الأكثر جذباً للسياح، لما تتميز به من طبيعة فريدة ولاعتبارها بلداً نابضاً بالحياة يقدّم لزواره ما يريدون من راحة واستجمام ومغامرات وجزر ومطاعم متنوعة ومتاحف وثقافة عريقة. وإذا دفعك الفضول إلى البحث عن معنى تايلاند، ستجد أنه يقسم إلى قسمين: تاي ولاند ويعني «أرض الشعب». في تايلاند عموماً وشيانغ ماي خصوصاً، مزيج فريد من الحداثة والعادات والثقافات القديمة والمناظر الخلابة والمعابد المهيبة. يستقبلك أهلها بابتسامة تكاد لا تفارق وجوههم المتشابهة، على رغم الحزن الكبير الذي يلفّ المدينة، والذي سبّبه موت الملك بوميبول أدولياديج أخيراً. فأينما يذهب السائح يرى الشارات السوداء موضوعة على الثياب وأمام المباني الخاصة والحكومية، حتى أن الشعب رفض إقامة مهرجان «يي بينغ» (مهرجان الضوء) السنوي الذي يحتفلون فيه بانتهاء موسم المطر، احتراماً لموت ملكهم. شيانغ ماي أو «المدينة الجديدة» ليست عادية، فقد تمتعت بأهمية كبيرة أثناء الفترة التي كانت تعرف خلالها البلاد بمملكة لانا، وكانت المركز الرئيسي للبوذية في شمال تايلاند. وفي ذلك الوقت، كانت المدينة مسوّرة ومحاطة بخندق أحمر ما زال بعض آثاره واضحاً في ما بات يُعرف اليوم بـ «المدينة القديمة». حصلت أخيراً، على لقب أفضل مدينة في آسيا للعام الحالي، وفقاً لعوامل منها الثقافة ومعايير التسوق والمعالم السياحية وطبيعة الناس الودية. هي مدينة هادئة نسبياً، ويفتخر أهلها بزيارة الأميرة ديانا عام 1988، وقد أنجز مصنع المظلات الشمسية الشهير في المدينة للمناسبة، مظلة حمراء قدّمها لها وهي الأكبر في العالم.   المناخ وأفضل الأوقات للزيارة تتمتّع شيانغ ماي بطقس أكثر برودة نسبياً من طقس العاصمة بانكوك وضواحيها. فهي تقع في مرتفع في الجزء الشمالي من البلاد حيث تكثر الغابات. والفصول الأربعة غير موجودة في شيانغ ماي، فهي تتميّز بثلاثة فصول هي: الفصل المعتدل الذي يمتد من كانون الأول (ديسمبر) حتى شباط (فبراير)، وهو الأفضل لزيارة المدينة، والفصل الحار الذي يبدأ منتصف آذار (مارس) وينتهي في حزيران (يونيو)، وفصل المطر الذي يبدأ نهاية حزيران وينتهي أواخر تشرين الأول (أكتوبر). وليست هناك وسيلة أكثر إمتاعاً من «التوك توك» للتنقل في شيانغ ماي، ويمكن العثور عليها بسهولة كبيرة في كل شوارع المدينة وبأسعار متدنية. لكن إذا كنت على عجلة من أمرك، إنسَ أمر «التوك توك» واستقل سيارات السونغثايوز، وهي مركبة حمراء في غالبية الأحيان مؤلفة من مقعدين طويلين، وهي وسيلة نقل معروفة في تايلاند، يمكن إيجادها بسهولة أيضاً. وإذا كنت تريد الاعتماد على نفسك ولا تفضّل وسائل النقل العامة، يمكنك استئجار سيارة أو دراجة نارية أو هوائية بأسعار مقبولة.   الوجهات السياحيّة البازار الليلي (Night Bazar) هو شارع طويل جداً تفتح متاجره أبوابها بعد الظهر وتبقى حتى ساعات الفجر الأولى. يضم مطاعم متنوعة، منها مطعم مصري وآخر عراقي وهو الوحيد الذي يقدّم الشيشة على رغم أنها غير قانونية في المدينة، وهناك أيضاً مطاعم هندية وباكستانية وتايلاندية، منها ما يقدّم أطباقاً حلالاً، إضافة إلى مطاعم عالمية مثل «ماكدونالدز» و»برغر كينغ» ومقهى «ستاربكس». هو سوق شعبي يتميز بتنوع منتجاته التي تعتبر من التراث التايلاندي، والتي تباع بأسعار رخيصة، خصوصاً إذا كان الزبون يفاصل في أسعار السلع. وعلى طول السوق، تتوزع مكاتب للرحلات السياحية والأماكن الخاصة بالتدليك و»المحلات التجارية»، وهي عبارة عن طاولات يبسط أصحابها بضائعهم عليها في الهواء الطلق. واللافت في السوق الليلي، أن البضائع هي نفسها لدى كل التجار! وبما أن الفيل رمز للمدينة، أنشأ بعض السكان المحليين معسكر Maesa للفيلة لتدريبها على مهارات لجذب السياح. وفي المعسكر، تتاح للوافدين مشاهدة عروض للفيلة منها الرسم وكرة القدم والرقص، كما يستطيع من يحب المغامرات أن يذهب في جولة في الطبيعة على ظهر فيل «يقوده» مدرّب تعوّدت رجلاه على خشونة شعر الحيوان. وكانت زيارة مصنع الحرير ومصنع المظلات فريدة، والحرفتان من الحرف التقليدية الذاهبة إلى الاندثار في ظل وجود المصانع الحديثة والمتطوّرة. وفي مصنع الحرير، يعيش الزائر كل مراحل تصنيع قطعة من الحرير. فيرى الفراشات التي تضع بويضاتها بحذر، ثم ينتقل مع البويضة إلى المرحلة التي تصبح فيها دودة أو شرنقة، وتصبح بالتالي قادرة على إفراز المواد التي تُغلى على الحطب في قدر نحاسي وتُستخرج منها خيوط الحرير. وفي المرحلة التالية، تلوّن تلك الخيوط بألوان مختلفة لتباع. وفي هذا المصنع، متجر كبير يبيع منتجات حريرية، منها الشالات وربطات العنق والفساتين والبدلات... أما في مصنع المظلات، فتجذبك الألوان المختلفة من أحمر وأخضر وبرتقالي وأصفر، والمشغولات اليدوية والتذكارات التي صنعت بعناية كبيرة. وهناك، يمكن رؤية الطريقة التي تصنع بها المظلات التايلاندية التقليدية التي لا تستخدم للحماية من الأمطار فحسب، بل يمكن استخدامها لتزيين المنزل أو الأماكن العامة. ولا يستطيع السائح أن يأتي إلى شيانغ ماي من دون المرور بـ «المدينة القديمة»، حيث الخنادق الحمراء تروي حكايات عابقة بالتاريخ لكل من يمر في محاذاتها. وهذه المنطقة هي أقدم جزء من المدينة، ويمكن العثور فيها على مجموعة كبيرة من المعابد والمنازل القديمة المبنية على الطراز التايلاندي التقليدي والشوارع الغريبة نوعاً ما، إضافة إلى المتاحف والمقاهي الصغيرة التي تفوح منها رائحة البهارات التي تلدغ الأنوف بقوّتها قبل أن تلدغ اللسان بطعمها. أما المكان الذي يجب عدم تفويت زيارته، فهو حديقة حيوان شيانغ ماي التي يعيش فيها أكثر من 7 آلاف حيوان و5 آلاف طائر، إضافة إلى احتوائها على أكواريوم يضم أنواعاً مميزة وفريدة من الأسماك والكائنات البحرية. والممتع في زيارتها، إمكان لمس بعض الحيوانات واللعب معها، وهو أمر غير مألوف في حدائق أخرى حول العالم. ومن الحيوانات الموجودة، دببة الباندا والكوالا والتماسيح والنمور والسلاحف النادرة والثعابين. باختصار، شيانغ ماي مقصد سياحي جميل يناسب العائلات والباحثين عن شهر عسل هادئ و»مختلف»، نظراً إلى ما فيها من ثروات طبيعية وغنى ثقافي. ويشعر من يغادرها بحنين فوري إلى هدوئها وابتعادها من صخب الحياة اليومية في مدننا.

مشاركة :