قتل 46 شخصاً غالبيتهم من المدنيين في سلسلة مجازر، أمس، جراء غارات نفذتها طائرات يرجح أنها روسية على مناطق عدة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، بالتزامن مع معارك عنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في شرقي مدينة حلب، بعدما بات أكثر من ستين في المئة من هذه المنطقة تحت سيطرة القوات النظامية، وفق المرصد السوري، بينما أفشلت قوات المعارضة هجوماً واسعاً لقوات النظام والمسلحين الموالين له على بلدة عزيزة في ريف حلب الشرقي، في حين عرض الجيش النظامي على مقاتلي المعارضة فرصة مغادرة المدينة، وإلا فإن الموت سيكون مصيرهم. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي الميسر في شرق حلب، تزامنا مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها السبت. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن تسعى قوات النظام للتقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المسلحة إلى الانسحاب بشكل كامل إلى جنوب الأحياء الشرقية. وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة الأحياء الشرقية، بحسب المرصد. وحذر المتحدث باسم الجيش النظامي، العميد سمير سليمان، من أن هؤلاء الذين سيختارون البقاء في شرقي حلب سيواجهون الموت لا محالة، وفقاً لأسوشيتيد برس. ولفت إلى أن جهود استعادة السيطرة على الأحياء التاريخية لحلب الشهيرة باسم (حلب القديمة) ستكون الأكثر صعوبة، مضيفا أن الجيش سيستخدم المشاة والقوات الخاصة. ومن جهته، نفى قائد في جيش حلب التابع للفصائل المسلحة، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية أمس، الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام مقربة من النظام حول تسليم مسلحين أنفسهم لجيش النظام. في غضون ذلك، قالت مصادر إعلامية في المعارضة إن قوات النظام مدعومة بميليشيات عراقية وإيرانية شنت فجر أمس هجوماً مباغتاً على بلدة عزيزة جنوب شرقي حلب، وسيطرت على عدد من المواقع على أطراف البلدة إلا أن مقاتلي جيش الفتح وجيش حلب تصدوا لهجومهم وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وحسب المصادر، قتل 27 عنصراً من قوات النظام على الأقل وأصيب العشرات كما تم أسر آخرين بينهم ضابط إيراني وتدمير عدد من الآليات بينها دبابة. من جهة أخرى، قتل 46 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، أمس، جراء غارات نفذتها طائرات حربية على مناطق عدة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. واستهدفت الغارات التي يرجح أن طائرات روسية نفذتها وفق المرصد، مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في إدلب. وتسببت هذه الغارات وفق المرصد بمقتل 19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وأفاد المرصد أن بين القتلى ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لفرانس برس إن الغارات استهدفت سوقاً في المدينة. وفي وقت سابق أمس، استهدفت ضربات مماثلة بلدة كفر نبل الواقعة في ريف معرة النعمان وتسببت بمقتل 26 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال بحسب المرصد. وقال حسام هزبر (25 عاماً) أحد شهود العيان في كفر نبل أن الطائرات الحربية استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقاً شعبياً مكتظاً ما تسبب بحصيلة القتلى والجرحى المرتفعة. كما قتلت امرأة أمس في قرية النقير في غارة يرجح أنها روسية بحسب المرصد. وعلى جبهة أخرى في إدلب، قتل أمس ستة مدنيين هم امرأتان وأربعة أطفال من عائلة واحدة جراء قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على بلدة التمانعة. (وكالات)
مشاركة :