أجمعت وسائل إعلام خليجية وعربية على أن القمة الخليجية السنوية السابعة والثلاثين التي ستعقد في مملكة البحرين، تأتي انسجاما مع تطلعات ورؤى قادة مجلس التعاون الخليجي في الارتقاء بالعمل الجماعي المشترك، وسط ملفات ساخنة بالغة التعقيد إقليميا ودوليا. وأكدت صحيفة «الرياض» السعودية في تعليق بعنوان «التعاون الخليجي والوحدة العربية» أن دول مجلس التعاون في اتحادها ووضوح مواقفها وسياساتها المتزنة تقود العالم العربي إلى مرحلة جديدة وتخرجه من الحالة التي هو عليها والتي لا تخدم مصالحه ولا تحقق أهدافه الإستراتيجية ومصالحه العليا. وأضافت الصحيفة أنه «رغم الظرف الصعب الذي تعيشه أمتنا العربية والتدخلات الخارجية في الشأن العربي، ومحاولات فرض سياسات لا تتوافق مع المصالح العربية، نجد أن دول مجلس التعاون استطاعت وبكل اقتدار أن تحافظ على أمنها واستقرارها واستمرار برامجها التنموية من خلال تنسيق المواقف ووحدة الرؤى، متجهة إلى المستقبل بخطى واثقة لا تعرف الكلل ولا التقاعس في أداء المهام التي على عاتقها والتي هي أهل لها». وخلصت الصحيفة إلى أن «خير دول مجلس التعاون عمّ العالم العربي وتعداه إلى العالم الإسلامي، ووجوده كمنظمة إقليمية عربية مهم من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من وحدة العالم العربي والنهوض به من جديد». من جهتها وتحت عنوان «الخليج الذي يجب أن يكون واحدا»، أكدت صحيفة عكاظ السعودية، أن «التاريخ الذي شهد إعلان قيام مجلس التعاون الخليجي كان تاريخا عاصفا في المنطقة؛ الثورة الإيرانية تلتهم الجار الإيراني وتقيم نظاما طائفيا تؤكد كل مظاهره أنه سيشكل خطرا على المنطقة، كان ذلك في عام 1981، وبعد ذلك التاريخ بسنوات يسيرة جاء الإعلان عن إنشاء قوات درع الجزيرة لتمثل ذراعا عسكريا للمجلس ولتعلن للعالم أن الأمن والاستقرار في دول المجلس بات مسؤولية مشتركة وأن تعريف التهديد الأمني يشمل أي خطر تواجهه أي دولة مِن دول المجلس». وأكدت الصحيفة أن «الواقع الحالي الذي وصلت إليه المنطقة يدفعنا إلى اتجاه الاتحاد»، وقالت إن «إعلان الاتحاد هو الثمرة الأبرز لكل ذلك التعاون بين دول المجلس»، وهو الرد الأبرز على كل التحديات التي تواجه المنطقة». من جهتها قالت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في مقال تحت عنوان «قمة 37.. الاستجابة للتحدي»، إن «المرحلة الانتقالية التي يعيشها العالم، والمخاطر المحيطة بالإقليم التي يكاد لهيبها يُحس، والتحديات الضخمة من جهة والمنافع الكبرى من جهة ثانية، تحتم كلها على دول المجلس، التي تتماثل في كثير من العناصر، أن تخطو الخطوة الإستراتيجية المستحقة؛ إعلان النية للتوجه إلى اتحاد في غضون سنوات قليلة، محددا بوقت دقيق في التنفيذ وغير قابل للتسويف على أقل تقدير». وقالت «هموم وأوجاع الدول الصغيرة في مرحلة التحول العظمى كبيرة بل ضخمة، تحتاج إلى قرارات على سويتها، نقطة التحول التاريخية في مواجهة التحدي في الخليج اليوم هي القول: نعم للوحدة». من جانبها أكدت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مملكة البحرين تأتي في ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة فرضتها الأزمات والنزاعات في المنطقة. وتابعت الوكالة في نشرتها بعنوان «القمة الخليجية المرتقبة في البحرين تعقد وسط تحديات سياسية وأمنية بالغة الدقة» أنه «في ضوء تزايد هذه التحديات وانعكاساتها على دول الخليج تأتي القمة الخليجية المرتقبة في العاصمة المنامة حافلة بعديد من الملفات الساخنة التي تجاوزت الأهمية الإقليمية إلى الدولية». وقالت «يسعى قادة دول مجلس التعاون في قمتهم التي استمر انعقادها طوال أكثر من ثلاثة عقود رغم ما مرت به المنطقة من ظروف إلى الخروج برؤية واحدة في مواجهة مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية التي تنطلق من الإيمان بالمصير المشترك والحرص على حفظ مصالح دول المنطقة وشعوبها». بدورها قالت صحيفة الاقتصادية السعودية تحت عنوان (دول الخليج.. التطلعات والتحديات) إن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أنشئ كاستجابة للشعور العام بين شعوب الدول المشاركة فيه بوحدة المصير والوحدة الثقافية والتاريخية، خاصة في ظل تطور القضايا السياسية والاقتصادية من حولهم، مع شعور مضطرب نحو الحلول الفردية التي انتهجتها كثير من الدول العربية، وظهور ملالي إيران على الساحة السياسية مع أطماع كبيرة وأوهام تصدير الثورة». وأضافت أن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل مطلبا شعبيا عاما، وكانت القيادة السياسية في دول الخليج العربية على مستوى الأحداث، والتطلعات والتحديات وجيلا بعد جيل قد تعاهدوا على المضي في التعاون المشترك بما يحقق طموحات شعوبهم رغم تزايد المخاطر ورغم التقلبات السياسية والاقتصادية الضخمة، التي مرت وتمر بدول المجلس والمنطقة». من جانبها قالت صحيفة «الرأي» الأردنية في افتتاحية بعنوان «وحدة الخليج» «قد نتفاجأ هذا الأسبوع بإعلان القمة الخليجية السابعة والثلاثين دعوة الوحدة، التي بدأها المغفور له عبدالله بن عبدالعزيز قبل سنوات». وأوضحت الصحيفة أن «وحدة دول الخليج وحدة مطلوبة، لأنها الرد الطبيعي على التحركات الخطرة التي تمارسها إيران في المنطقة، وقد تكون ردة فعل ولو متأخرة على سياسات الإدارة الأمريكية الديمقراطية، التي حاولت إقناع العرب بإمكانية اقتسام المنطقة مع إيران، مع أنها لم تحاول بذل جهد، ولو بالقليل، بإقناع إيران قبول التعايش مع جيرانهم العرب».
مشاركة :