أكد عدد من الإعلاميين والصحفيين الدوليين أن بعض وسائل الإعلام العربية غير المهنية ساهمت بشكل واضح في تأجيج الأزمة الخليجية الحالية موضحين أن هذه الوسائل سوف تخرج من الأزمة الحالية متضررة وسوف تفقد مصداقيتها بين الشعوب في حين أن بعضها سوف يخرج من هذه الأزمة وقد ازدادت شعبيتها. جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ الراية في ختام مؤتمر حرية التعبير نحو مواجهة المخاطر والذي استضافته الدوحة على مدار يومين. وأكد الإعلاميون لـ الراية أن حرية التعبير في المنطقة العربية باتت مهددة بشكل كبير لأن الأمر لم يتوقف عند المطالبة بإغلاق محطة فضائية ولكنه تجاوز الأمر ليصل إلى قمع الناس في إبداء التعاطف أو التعبير عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحوا أن المؤتمر يرسل رسالة للعالم اجمع مفادها أن حرية التعبير عن الرأى ليست جريمة وأنه يجب أن يتطلع الجميع نحو مستقبل أكثر حرية وانفتاحا، مضيفين أن بعض وسائل الإعلام العربية غير المهنية اعتمدت على نشر أخبار مفبركة وأن هذا الأمر شيء خارج إطار العمل الصحفي والإعلامي بكل المقاييس. ولفتوا إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية فقدت الحد الأدنى من الموضوعية في نشر الأخبار وتحولت إلى آلة حربية في أيدى من يملكها مؤكدين أن الأزمة لن تدوم طول العمر وأن الذي سينتهي هو ثقة المشاهد في هذه الوسائل غير المهنية وغير المحايدة. وأشاروا إلى أن مثل هذه الوسائل الإعلامية أسهمت، للأسف الشديد ، فى تضليل الرأى العام من خلال بث الأكاذيب والأخبار المغلوطة مضيفين أن تغيير الحقائق أو بث أخبار مفبركة هو في الحقيقة ظاهرة جديدة في الإعلام وسيكون لها مردود سلبي على الإعلاميين في حد ذاتهم. وطالب المشاركون وسائل الاعلام غير المهنية بضورة الالتزام بميثاق العمل الاعلامي والتزام المعايير الدولية وأن يكون الدفاع عن أي قضية أو موقف معين بعيداً عن بث خطاب الكراهية والأكاذيب، لافتين إلى أن الأزمة الخليجية الحالية والحصار على قطر كانت بدايته من خلال بث أخبار كاذبة وبناء مواقف لاحقة بناء على هذه الأكاذيب. د. رامي عبده: آلية لمحاسبة وسائل الإعلام غير المهنية قال الدكتور رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن بعض وسائل الاعلام غير المهنية للأسف الشديد لعبت دورا أساسيا فى خلق بيئة غير صحية على الإطلاق في مجال حرية التعبير مشيراً إلى أن هذه الوسائل قد استخدمت كأداة لخلق حالة عدائية بين شعوب المنطقة وبين مكونات المجتمعات العربية وهو أمر يمثل نقطة سوداء في تاريخ عمل بعض هذه المؤسسات الإعلامية. وأكد أن هذا المؤتمر جاء في وقت مناسب لينبه إلى مخاطر توظيف وسائل الإعلام لخدمة أغراض وأجندات سياسية لبعض الأطراف في المنطقة، موضحاً أن آلية محاسبة هذه الوسائل يجب أن تبدأ داخل الجسم الإعلامي والصحفي والحقوقي لأن التطورات الأخيرة بالمنطقة العربية تهدد العمل الصحفي بشكل عام وتهدد أجواء الحرية التي تفاءلت بها الشعوب خلال السنوات الأخيرة وبالتالي فلابد أن يتم وضع آليات عالمية لمحاسبة وسائل الإعلام التي تتجاوز الأعراف المهنية ولا تلتزم المصداقية. وأشار إلى أن تنظيم هذا المؤتمر في مثل هذا التوقيت يمثل علامة فارقة في ظل ما يحدث بالمنطقة من تطورات وما تتعرض له قضية حرية التعبير في المنطقة والتحديات التي تواجهها وسائل الإعلام المختلفة والتي تؤشر إلى مستقبل مظلم فيما يتعلق بحرية التعبير وحرية العمل الإعلامي بالمنطقة. ولفت إلى أن هذا المؤتمر والتجمع غير المسبوق في الدوحة لمثل هذه النخبة من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة جاء ليؤكد أن هناك حاجة لجهود حقيقية لمواجهة هذه المخاطر معبراً عن اعتقاده بأن ما تمخض عنه المؤتمر يمكن أن يسهم في تلافي الكثير من السلبيات التي تتعرض لها حرية التعبير وحرية العمل الإعلامي بالمنطقة. عادل النجري: الأزمة الخليجية بدأت بترويج أخبار كاذبة قال السيد عادل النجري الناشط في مجال حقوق الإنسان في جنيف بسويسرا إن بعض وسائل الإعلام العربية أسهمت، للأسف الشديد، في تضليل الرأى العام من خلال بث الأكاذيب والأخبار المغلوطة مضيفا أن الانحياز إلى قضية معينة تهم الأمة العربية مثلا فهذا الأمر يكون مفهوماً ومقبولاً ولكن أن تقوم قناة بتغيير الحقائق أو تبث أخباراً مفبركة فهذا في الحقيقة ظاهرة جديدة في الإعلام ونحن كمراقبين للوضع الحقوقي والإعلامي نرى أنها سيكون لها مردود سلبي على الإعلاميين أنفسهم. وطالب جمع الإعلاميين بالالتزام بالمهنية والمعايير الدولية وأن يكون الدفاع عن أي قضية أو موقف معين يكون من خلال المصداقية والمهنية وبالوثائق وليس من خلال بث خطاب الكراهية والأكاذيب، مشيراً إلى أن الأزمة الخليجية الحالية والحصار على قطر كان بدايتها من خلال بث أخبار كاذبة وبناء مواقف لاحقة بناءً على هذه الأكاذيب. وأضاف أن المؤتمر يأتي في توقيت مهم للغاية بعد الحملة التي تتعرض لها قناة الجزيرة الفضائية وبعد هجوم بعض وسائل الإعلام على دولة قطر لافتا إلى أن بعض النشطاء في مجال حقوق الإنسان قاموا بعدد من الفعاليات في سويسرا سواء كان في مجلس حقوق الإنسان أو فى منطمات الامم المتحدة للتعبير عن ضرورة العمل على الدفاع عن حقوق التعبير وعن حرية الإعلام. ولفت إلى أن المؤتمر جمع العديد من المناضلين في مجال حقوق الإنسان والجمعيات والمنظمات الإعلامية والحقوقية التي ركزت جميعها على التأكيد على ضمان حرية التعبير وعمل وسائل الإعلام المختلفة وأن يظل هذا المجال حرّا ومستقلا لتوفير المعلومات للمواطن موضحا أن المؤتمر أرسل رسالة للعالم أجمع أن القنوات الإعلامية المهنية التي تعمل بمصداقية لن تقف بمفردها وأن هناك من يدعمها ويدافع عن كل من يسير في هذا المجال الإعلامي المحترم. حسن المجمر: أبواق لترديد الأكاذيب والفبركة قال السيد حسن المجمر رئيس قسم الدراسات والبحوث في مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان إن عدم مهنية بعض القنوات الفضائية أسهم في خلق أزمة كبيرة في الوضع العربي الحالي وأبرز رسالة إعلامية غير أمينة أو صادقة بعيداً عن المصداقية والحيادية بل إن هذه الوسائل تحولت إلى أبواق لترديد الأكاذيب والفبركة. ولفت إلى أن بعض وسائل الإعلام وخاصة قنوات فضائية عربية لم تلتزم بمبادئ وقواعد السلوك المهني وأسهمت في نشر الأكاذيب وتبنت وجهة نظر واحدة تقوم على الفبركة والمعلومات الكاذبة وكان من باب أولى أن يتم التحقق من مصادر الأخبار وفي الوقت نفسه نشر الآراء الأخرى أو نشر أي نفي للمعلومات قد يصدر من مصدر معين وهو ما يفقد هذه الوسائل مصداقيتها. سامي الحاج: وسائل الإعلام المأجورة تبث خطاب الكراهية أكد السيد سامي الحاج مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان أن المؤتمر يأتي في توقيت مهم للغاية حيث تعاني المنطقة العربية من قضايا ومشاكل حرية الرأى والتعبير وانتشار خطاب الكراهية الذي بدأ ينتشر في العديد من وسائل الإعلام بالإضافة إلى إصابات الإعلاميين والصحفيين التي يتعرضون لها خلال عملهم المهني خاصة في مناطق النزاع مثل سوريا واليمن وليبيا. وأكد أن الوضع حالياً مأساوي بالنسبة للصحفيين وكذلك للمؤسسات الإعلامية ومنها قناة الجزيرة التي تعرضت للإغلاق في عدد من الدول والمطالبات التي يرفعها البعض لإغلاق قناة الجزيزة بشكل نهائي. ولفت إلى أن عدم مهنية بعض وسائل الإعلام ساهم في تأجيج الأزمة الخليجية الحالية وهو ما يؤكد أن هذه الوسائل قنوات إعلامية مأجورة وكانت ضمن الخطة الموضوعة للأزمة ومرحلة من مراحلها ما يؤكد أنها لم تلتزم المهنية على الإطلاق بل إنها تتمادي فى بث خطاب الكراهية. وأضاف أن شبكة الجزيزة تلتزم المهنية في عملها منذ انطلاقها وبشهادة عالمية حيث دائما ما تقوم بعرض الرأى والرأى الآخر، أخبارها كلها موثقة ومدعومة بالمستندات بخلاف وسائل إعلام أخرى لا تقوم بنشر حق الرد بل تقوم بعرض وجهه نظر واحدة للترويج لرؤية محددة تخدم أهدافاً معينة. ولفت إلى أن هناك جهات ومنظمات دولية تراقب أحوال الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة ورصد جميع التجاوزات ضد أي وسيلة ولكن حتى الآن لا توجد سلطة تنفيذية يمكنها محاسبة المتجاوزين من وسائل الإعلام والصحفيين. محمد كريشان: عسكرة وسائل الإعلام تعصف بالمهنية أكد الإعلامي محمد كريشان المذيع بقناة الجزيرة الفضائية أن بعض وسائل الإعلام العربية غير المهنية ساهمت بشكل واضح في تأجيج الأزمة الخليجية الحالية، موضحاً أنه من المؤسف هذا التجييش غير المسبوق لوسائل الإعلام، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا أحد ينكر أن بعض وسائل الإعلام قد لا تكون بعيدة عن التعبير عن توجهات أو آراء محدّدة ولكن حينما يصبح ذلك عبارة عن عسكرة للإعلام فهذا يعد أمراً في غاية الخطورة يعصف بالمهنية. وأضاف أن بعض وسائل الإعلام سوف تخرج من الأزمة الحالية متضررة وستفقد مصداقيتها بين الشعوب، في حين سوف يخرج بعضها وقد ازدادت شعبيتها. وأكد أن هذا المؤتمر عبارة عن مهرجان تضامني للتأكيد على أن حرية الرأي والتعبير والإعلام أصبحت مكسباً دولياً لا يمكن العودة عنه، لافتاً إلى أن المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة من قبل بعض الدول كان مطلباً غريباً استهجنه الجميع سواء المنظمات الدولية أو المؤسسات الإعلامية المختلفة أو من السياسيين والصحف العالمية الكبرى. وأوضح أنه يبدو أن حريّة التعبير في هذه المنطقة مهدّدة بشكل كبير لأن الأمر لا يتوقف عند المطالبة بإغلاق محطة فضائية ولكنه تجاوز ليصل إلى قمع الناس في إبداء التعاطف أو التعبير عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أنه حينما يصبح التعبير عن موقف أو مجرد التعاطف أو التعبير عن الشعور ويتسبّب في السجن 15 عاماً فهذا شيء معيب. وأوضح أن المنظمات والمشاركين في المؤتمر جاءوا لإرسال رسالة مفادها أن التعبير عن الرأي ليس جريمة وأن العودة إلى الخلف لم يعد لها مجال وأنه يجب أن يتطلع الجميع نحو مستقبل أكثر حريّة وانفتاحاً. إياد برغوتي: مقاضاة وسائل الإعلام الكاذبة ضرورة قال السيد إياد برغوتي رئيس الشبكة العربية للتسامح: إن بعض وسائل الإعلام ساهمت في تأجيج الأزمة الخليجية الحالية، لافتاً إلى أن هذه الوسائل لم تلتزم المهنية على الإطلاق في طريقة عملها حيث كانت تركز على الأكاذيب والفبركة وهو ما أساء إلى مسألة حريّة الرأي والتعبير حيث لم تلتزم هذه الوسائل بالمعايير المهنية والأعراف الدولية التي تحكم العمل في المجال الإعلامي. ولفت إلى أن القانون الدولي يكفل حرية الرأي والتعبير، وفى الوقت نفسه عدم المساس بالمصداقية، والعمل على كسب احترام المتلقي واحترام أخلاقيات المهنة وفقاً للأعراف الدولية، موضحاً أنه يمكن اتباع الوسائل القضائية سواء في المحاكم المحلية أو الدولية لمقاضاة وسائل الإعلام التي تعتمد على نشر الأكاذيب والفبركة والتي تسيء إلى الآخرين. شامة درشول: المؤتمر رسالة لتعزيز حرية الإعلام والصحفيين قالت السيدة شامة درشول الصحفية والمستشارة الإعلامية بالمغرب: إن توقيت المؤتمر يأتي خلال ظروف صعبة بالمنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص وما يتزامن معه من مطالبات بإغلاق وسيلة إعلامية هامة وكبيرة في العالم، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول حريّة التعبير والإعلام وهذا الأمر غير مقبول. وأكدت على ضرورة العمل وتضافر الجهود لتوفير الظروف والمناخ المناسبين للعاملين في مجال الإعلام على مستوى العالم وحماية حقوقهم في التعبير والعمل الإعلامي. وأكدت أن تنظيم المؤتمر يعد فرصة لتوجيه رسالة لجميع الدول للعمل على ضمان حرية الإعلام والصحفيين في مزاولة عملهم بدون قيود أو ضغوط. وأشارت إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية غير المهنية والتي تعتمد على نشر أخبار مفبركة هو شيء خارج إطار العمل الصحفي والإعلامي بكل المقاييس وهو ما جعل المشاهد العربي يفقد بعض المنابر الإعلامية التي كان يتقصى الأخبار والمعلومات من خلالها، ولكن للأسف فإن الأزمة الحالية جعلت بعض وسائل الإعلام العربية مجرد منابر إعلامية في رحى حرب لبث أفكار وتوجهات معيّنة لخدمة طرف دون آخر. وأكدت أن بعض وسائل الإعلام العربية قد فقدت الحد الأدنى من الموضوعية في نشر الأخبار وتحوّلت إلى آلة حربية في أيدي من يملكها، مؤكدة أن الأزمة لن تدوم طول العمر ولكنها ستنتهي ولكن الذي سينتهي هو ثقة المشاهد في وسائل الإعلام غير المهنية وغير المحايدة.
مشاركة :