أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الجريدة» أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المنطقة، مساعد وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، زار أمس طهران، حاملا رسالة من الرئيس الروسي تؤكد إصرار روسيا على ضرورة حسم معركة حلب في أقصر فترة ممكنة. ولفتت المصادر إلى أن بوغدانوف أبلغ المسؤولين الإيرانيين أن بلاده تتعرض لضغوط كبيرة من الجانب الأميركي والغربيين لوقف إطلاق النار، وأن معركة حلب الشرقية طالت أكثر من المدة، بسبب نقل الإيرانيين أعدادا كبيرة من المقاتلين العراقيين من سورية إلى العراق، للمشاركة في معركة الموصل. وأضاف بوغدانوف أن بوتين مصر على حسم معركة حلب الشرقية بأي شكل من الأشكال، وعدم الرضوخ لأي وقف إطلاق نار قبل خروج جميع مسلحي المعارضة من شرق حلب قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وأشار إلى أن الفترة الانتقالية بالولايات المتحدة «ذهبية»، ولا يمكن تعويضها بالنسبة للحرب في سورية، وطلب من الجانب الإيراني تأمين عدد أكبر من المقاتلين لحسم المعركة على الأرض حتى لو اقتضى الأمر نقل مقاتلين من العراق إلى سورية مجددا، وحسم معركة حلب قبل الموصل. في المقابل، رأى الإيرانيون أن اعداد المقاتلين الموجودين في المعركة كافية، وزيادة العدد لن يؤثر على سرعة العمليات، إذ إن السبب الذي يبطئ العمليات هو ظروف المعركة الميدانية، التي هي عبارة عن حرب شوارع وأزقة، والمقاومة الشرسة التي تبديها عناصر المعارضة، ووجود عدد كبير من المدنيين الذين يصعب فصلهم عن المقاتلين. وأضاف الجانب الإيراني أن كل المقاتلين في جميع الجبهات، سواء في العراق أو جنوب سورية، في ظروف حساسة، وسحبهم يمكن أن يؤدي الى خسارة. وطالب الإيرانيون الروس بمقاومة طلبات وقف إطلاق النار، وأكدوا أن «معركة شرق حلب يجب أن تحسم بخروج جميع مسلحي المعارضة، وتسليم شرق حلب، أو قتلهم جميعا، حتى لو اقتضى الأمر تدمير كل المناطق الباقية بكل من فيها». لافروف وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس إن محادثات بين الروس والأميركيين حول خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب، ستجرى في جنيف اليوم وغدا. وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي، انه فور التوصل لاتفاق ستتم معاملة المعارضين الذين يرفضون مغادرة الجزء المحاصر من المدينة باعتبارهم إرهابيين، وستدعم روسيا عملية الجيش السوري ضد من بقوا. وأشار الى ان مشروع القرار حول إقرار هدنة في حلب، الذي من المقرر أن يناقشه مجلس الأمن، «هو في جزء كبير منه استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية». وكانت مصر ونيوزيلندا وإسبانيا قدمت مشروع قرار يطالب بشكل خاص بإقرار هدنة في حلب مدة سبعة ايام. وتعارض روسيا هذه الهدنة لأنها تعتبر ان الفصائل المسلحة قد تستفيد منها «لإعادة تجميع عناصرها وتعزيز قواتها (...) وسيصبح من الأصعب عندها تحرير حلب الشرقية من المتمردين»، ويبدو أن موسكو تحاول استغلال إدارة الرئيس باراك أوباما المنتهية الصلاحية. مقتل طبيبة إلى ذلك، قتلت طبيبة عسكرية روسية وأصيب ممرضان روسيان ومدنيون سوريون في قصف قام به مقاتلون من فصائل معارضة على مستشفى ميداني في حلب، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ايغور كوناشنيكوف إن «طبيبة من الجيش الروسي قتلت بسقوط قذيفة بشكل مباشر على المستشفى. أصيب ممرضان بجروح بالغة ايضا، كما أصيب مدنيون كانوا حضروا لمعاينة طبية». وتابع الجنرال: «مما لا شك فيه ان مقاتلين من المعارضة قاموا بهذا القصف، ونعرف من أعطى الإحداثيات الدقيقة للمستشفى الروسي»، كما هاجم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدعمها الفصائل المسلحة في حلب، معتبرا ان «ايديها باتت ملطخة بدماء» العسكريين الروس. فصيلان ورفض فصيلان سوريان معارضان أمس أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، واكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم»، حسبما اكد مسؤولان في فصيلي «نور الدين الزنكي» و»جيش الاسلام». وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل في حلب، أن أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل «مرفوض»، موضحا أن «أجندة الروس القضاء على الثورة في شمال سورية وهذا لن ينالوه». ودعا اليوسف «الروس الى الخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية من حلب ومن سورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين»، مضيفا: «لن يرحمهم التاريخ ولا الشعوب على ارتكابهم مجازر حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودعمهم دكتاتور قاتل فاقد الشرعية». من جهته، شدد ابو عبدالرحمن الحموي من «جيش الاسلام» على ان «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب، وسيقاوموا الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم»، مضيفا: «هذه أرضنا وأرض أجدادنا ونحن باقون فيها وسندافع عنها، والثورة مستمرة حتى نفوز بحريتنا وكرامتنا وكرامة شعبنا». واكد الطرفان موافقتهما حصرا على إدخال المساعدات الانسانية والغذائية الى شرق حلب واخلاء الجرحى، حسبما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.
مشاركة :