جمال إبراهيم (عمّان) أكد نواب وسياسيون أردنيون أهمية القمة الخليجية التي تنعقد في مملكة البحرين اليوم وخاصة أنها تأتي في ظروف استثنائيّة تمر بالمنطقة لاسيما في العراق وسوريا واليمن والتدخلات الخارجية. وشددوا في تصريحات لـ»الاتحاد» على أن القمة ذات طابع مهم جداً في هذه المرحلة إذ لا بد من اجتراح مواقف استراتيجية قصيرة المدى لمعالجة ما تمر به المنطقة من تهديدات لأمنها القومي ووضع استراتيجيات طويلة المدى لمعالجة كل التبعات المحتملة لأوضاع المنطقة عموماً. وقال الوزير السابق أمين المشاقبة: إن القمة تنعقد في ظروف استثنائيّة أبرزها التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة وهو ما يهدد الأمن القومي العربي. وأشار إلى أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط عموماً تأتي من كثرة التدخلات الخارجية للدول الإقليمية ذات الأجندة المذهبية والسياسية والاقتصادية والقوى العظمى التي تريد أن تحافظ على أوضاعها الاستراتيجية ومصالحها الاقتصادية. وأضاف أن القيادات الخليجية تمتاز بالحكمة والقدرة على وقف النزيف والحريق الممتد والمتشعب، والانتهاء من الحالة اليمنية بحل سياسي. وأضاف أن إعادة الروح لموقف خليجي موحد تجاه ما يجري أمر لا مفر منه وخصوصاً أن هذه القمة تأتي قبيل انعقاد القمة العربية في عمان الساعية لتوحيد الصف العربي مقابل الهجمة الخارجية. ورأى أن دول الخليج تتوافر لديها الإرادة في إحياء حالة من التضامن العربي ومعالجة كل الاختلالات القائمة، واستعادة الروح لحالة التضامن والخروج بمواقف ثابتة ومعلنة تؤسس لإطار أوسع على الساحة العربية. وشدد على أن الوصول بقرارات عملية فاعلة وقابلة للتطبيق واستراتيجية واضحة في التعامل عملياً من الأحداث أصبح أمراً ضرورياً ولازماً لحماية المنطقة من شرور الحاقدين والطامعين، كما أن الحالة تتطلب قرارات جريئة وواضحة وعملية قابلة للتطبيق. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني رائد الخزاعلة: إن القمة الخليجية تنعقد في وقت بالغ الأهمية، لا سيما في ظل الأجواء المحيطة بالتطورات الإقليمية والعالمية المختلفة، وما أفرزته من تحديات ومخاطر تستوجب سرعة التعاطي معها ومواجهتها وفق منطلق ثابت ورأي واحد. وشدد على ضرورة السعي إلى تبني موقف سياسي ودفاعي وأمني واقتصادي موحد، وخاصة في ظل الأوضاع البالغة التعقيد التي تمر بها المنطقة. فيما قال عضو مجلس الأعيان الأردني ورئيس اتحاد الغرف العربية نائل الكباريتي إن القمة وهي تعبر عن الشكل الوحدوي العربي الوحيد في ظل هذه الظروف تعبر عن تطلع المواطن العربي لأن تلعب دوراً مهماً بالدفاع عن البلاد العربية من جهة ورأب الصدع في العلاقات العربية العربية من جهة أخرى. وأضاف أن دول الخليج الوحيدة الآن القادرة على الإبحار بالسفينة العربية نحو شاطئ الأمان. وقال النائب السابق والأكاديمي هايل ودعان الدعجة: «إن القيادات الخليجية لها حضورها في المنظومة العربية والدولية وهذا من شأنه أن يعطي بارقة أمل بنقل التجربة الخليجية التعاونية على النطاق العربي الأوسع، عدا عن ذلك أن هذه الدول تتسم بعلاقات إسلامية ودولية من شأنها الإسهام في طرح القضايا العربية والإسلامية ونصرتها». وشدد على أن الحفاظ على انعقاد القمم في مواعيدها وتواريخها يؤشر إلى أن هناك ما يشبه الاستحقاق الثابت نحو ضرورة التلاقي والتعاون حول الملفات والقضايا الخليجية بشكل خاص والعربية والإسلامية بشكل عام. وقال المحلل الاقتصادي حسام عايش: إن هذه القمة تأتي في ظروف استثنائية سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي، فالتحديات التي تواجه دول الخليج كثيرة ومتعددة وخطيرة أيضاً، سواء أكانت تتعلق بالمورد الأساسي لدول الخليج وهو النفط أو بالتهديدات الإقليمية وخاصة من الجانب الإيراني الذي يحاول أن يفرض شروطه وإرادته على دول الخليج بأشكال مختلفة.
مشاركة :