رواية «ماء الورد» لنورة فرج في ميزان النقد

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تابع جمهور غفير مساء أمس الأول بقاعة الندوات بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الـ27، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ندوة نقدية لرواية «ماء الورد» للأكاديمية والكاتبة القطرية الدكتورة نورة محمد فرج، شارك فيها الأستاذان بجامعة قطر، الدكتورة امتنان الصمادي، والدكتور محمد مصطفى سليم. وتساءلت امتنان الصمادي في أول حديثها: «لماذا اختارت الروائية الكتابة عن هذه الحقبة العصيبة من تاريخ الأمة الإسلامية؟»، لتجيب قائلة: «بدا أن الكاتبة منشغلة بتاريخ المؤامرات في العصور الإسلامية الماضية على صعيد الحدث، وأما على صعيد إنتاج الحدث فقد اعتمدت مسألة تعدد روايات الخبر الواحد وتنوع الأقوال وأحيانا تضاربها في نقل الأخبار التاريخية، وهي الطريقة التي سمحت لدخول المغلوط والمزيف وانتشار الإسرائيليات في ما وردنا من أخبار التاريخ فلم نعد نعرف الحقيقي من الملفق. « وأشادت الصمادي بأسلوب الرواية خاصة تلك التي تتعلق بتضمين الكاتبة لأشكال وأنماط متعددة الألوان تعكس ضعف الخلافة في تلك الحقبة خاصة خلال فترة حكم المقتدر بالله جعفر الذي تهاون بالخلافة، وأضاع مجد وقوة الحكم العباسي، وهو ما يمكن أن يفسر باهتمام الكاتبة بتاريخ المؤامرات، مشيرة في الآن ذاته إلى أن نورة بخلاف من عُرفوا بإعادة بناء التاريخ بصورة سردية مترابطة، فإنها في «ماء الورد» بدت حسنة الحبك، قوية السبك، عميقة الرؤية، تحمّل التاريخ مسؤولية جسيمة فيما يتعلق بقراءة الواقع، واشتغلت على تصوير الأحداث في هذه الحقبة بأسلوب سائغ من غير التزام مفرط بحرفية الوقائع التاريخية، وهي بذلك تستحضر ميلاد الأوضاع الراهنة من خلال رحم الماضي، وتصور واقعاً متشكلاً في واقع لم يكتمل تشكله بعد، ومن هنا تكمن الصعوبة. وأشادت امتنان بسعة اطلاع الروائية نورة، مما مكنها من ربط أجزاء الأحداث ومسبباتها ببعض بطريقة فنية جعلت أساسها ما يقوله الرواة عن فلان وعن فلان وهكذا، ولا تخلو من أسلوب ساخر ونقد لاذع، مستغلة صورة البراءة التي تتحلى بها «ليلى» ابنة الثامنة والعشرين التي تعمل على نسخ كتب جدها، وباطن الحنكة للمثقفة المطلعة على قسم كبير من كتب التاريخ مما منحها القدرة على تصويب بعض الأقوال والنقولات والأخبار، منوهة في الآن ذاته، أن الكاتبة وظفت تقنية تعدد الأصوات بحيث جعلت ليلى وعابد وهما الشخصيتان الرئيستان في العمل يتناوبان على سرد الأحداث/ الليالي. ونوهت الناقدة، أن القدرة البنائية عند الروائية، تتجلى في تركيب الأحداث بصورة لولبية فوردت ملامح بعض الحوادث بصورة مقتضبة لا تكتمل إلا بالتدرج والانتقال من نقطة إلى أخرى. أما الناقد الدكتور محمد مصطفى سليم، فأشار إلى أن رواية «ماء الورد» لها خصوصية في سردها لأحداث تاريخية بأسلوب هزلي ساخر لفترة الحكم العباسي في القرن الرابع الهجري، مضيفاً خلال تقديمه أن هذه السخرية الموجودة في الرواية سواء عبر الوصف الساخر والقبيح لشخصيات واقعية وخيالية وأحداث أرادت الكاتبة من خلالها الكشف عن قبح الحياة التي لا تحتوي فقط على الأشياء الجميلة، بل والقبيحة أيضاً كالتي تتعلق بقبح العلاقات الإنسانية تاريخياً، وهو أسلوب يبين قوة وتفرد في الطرح خاصة مع إضافة الأسلوب الساخر الذي يكشف الحقيقة للقارئ عبر حيل مبطنة في النص، واعتبر الناقد محمد سليم، أن رواية «ماء الورد»، هي أفضل رواية قرأها، لافتاً إلى أن لها بُعداً درامياً يجعلها صالحة لعمل درامي سينمائي، فضلاً عن تقديم الروائية لتجربة خاصة جدا تبدو وكأنها تلعب باللغة وبالسخرية معاً بكسر أفق التوقع بشكل مستمر من أول صفحة إلى آخر صفحة في الرواية.;

مشاركة :