حنكة القادة ستفكّك «ألغام الأزمات» والتحدّيات المحيطة بالمنطقة

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تصريحات لـ«العرب»، بإسهامات قطر في تنمية منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي منذ نشأته، مؤكدين في الوقت ذاته أن القمة الـ37 التي تنطلق اليوم بالمنامة خلال الفترة من 6-7 ديسمبر الجاري، تنعقد في ظروف إقليمية ودولية حسّاسة، يميزها تفاقم الأزمات الإنسانية التي تشهدها دول المنطقة، مؤكدين في الوقت ذاته ثقتهم بأن قمة المنامة ستكون بذات أهمية القمم السابقة، وستضيف لبنة جديدة في مسيرة المجلس، وتنجح في تقديم حلول ورؤى لمواجهة الأزمات التي تحيط بالمنطقة، بفضل الحنكة والنظرة الثاقبة لقادة دول مجلس التعاون. السفير السعودي: جولة الملك سلمان «رافد معزّز» لقمة المنامة أكد سعادة الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز العيفان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة قطر في تصريح لـ «العرب» الأهمية الكبيرة للقاء القمة بين قادة دول الخليج العربية في مملكة البحرين اليوم الثلاثاء، حيث تأتي هذه القمة وسط الكثير من التحديات التي تواجهها المنطقة. وشدّد السفير العيفان على ثقته التامة باستمرار المسيرة الخيّرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية رغم كل التحديات، قائلاً: «لقد نجح المجلس بفضل من الله، ثم بفضل الرؤية الحكيمة والعمل الجاد لقادة دولنا، ومنذ تأسيسه، في مواجهة الكثير من التحديات والأزمات التي عاشتها المنطقة. كما قطع المجلس خطوات كبيرة في طريق تعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء». وأضاف: «ومع القناعة التامة بأهمية ما حقق المجلس من إنجازات في مجالات متفرقة، فإن ما تواجهه دولنا من تحديات، وما يجمع دولنا وشعوبنا من أواصر وعلاقات، وما يختلج في أنفس قادتنا ومواطنينا من آمال وطموحات، يدفع للنظر بأمل كبير إلى قمة المنامة تطلعاً لمزيد من القرارات الملبية لهذه الطموحات». وبعد أن عبَّر سعادته عن اعتزازه بالزيارة الأخوية الناجحة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى دولة قطر، أكد «محورية الزيارات الحالية التي يقوم بها -حفظه الله- إلى دول الخليج، وشملت حتى الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وذلك سيراً على نهج التشاور والتنسيق بين قادة دولنا الشقيقة». ونوّه سعادته إلى أن «المباحثات خلال هذه الزيارات ستمثل بعون الله رافداً معززا لأعمال قمة المنامة، ومُنطلقاً هاماً لدعم الجهد الحثيث المبذول لترسيخ أسس أقوى من العمل المشترك، في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية». سفير الكويت: الأوضاع الإنسانية بالمنطقة في الصدارة أثنى سعادة حفيظ محمد العجمي، سفير دولة الكويت لدى الدوحة، في تصريح لـ «العرب» على إسهامات قطر في دعم العمل الخليجي، بقوله: «أسجل بوافر الإعجاب وكبير التقدير للقيادة الحكيمة لدولة قطر الشقيقة ممثلةً بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى—حفظه الله ورعاه— فإسهامات الدوحة في تنمية منظومتنا الخليجية جاءت لتواصل وتكمل سلسلة الإنجازات الخليجية التي دأب عليها مجلس التعاون منذ نشأته». وأكد سعادته أن اجتماع المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي سيعقد في العاصمة المنامة، يأتي ليكمل المسيرة المباركة لمنظومتنا الخليجية، وليحقق الآمال والطموح التي يتطلع لها شعوب بلداننا الخليجية، ولينفذ الرؤى التي رسمها قادتنا حفظهم الله ورعاهم. وأضاف: «أما فيما يخص المواضيع التي من المقرر أن تناقشها القمة، فإن المواضيع التي تشغل منطقتنا العربية والإقليمية والأوضاع العالمية ستكون هي السائدة على جدول أعمال القمة، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها المنطقة والعالم بأسره، فمناقشة الأوضاع الإنسانية في سوريا، واليمن، والعراق، وليبيا سيكونون من أهم المواضيع التي سيتم التطرق لها خلال أعمال القمة، بالإضافة إلى قضية فلسطين التي تعد القضية الأولى والمحورية لبلادي الكويت ولجميع دول مجلس التعاون». وعن أهمية القمة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، قال سعادة السفير: «تكتسب قمم مجلس التعاون منذ انعقاد الدورة الأولى إلى يومنا الحالي (الدورة السابعة والثلاثون للمجلس الأعلى)؛ وجميع تلك القمم تحظى باهتمام إقليمي ودولي كبير وواسع، وذلك نظراً للقضايا الهامة التي تطرح على جدول أعمالها، وطريقة تعامل دولنا الخليجية معها، بالإضافة إلى القرارات والبيانات التي تصدر، والمواقف الثابتة مع الحق في كل المواضيع والقضايا التي اعتادت منظومتنا الخليجية على أخذها، وعليه فإن هذه القمة ستكون بذات الأهمية لجميع سابقاتها». ونوّه سعادته إلى أنه «ومنذ انطلاقة مسيرتنا الخليجية المباركة ومنظومتنا تسير بخطوات ثابتة وتسعى دائماً لزيادة التعاون الخليجي المشترك بكافة جوانبه، والعمل الجدّي والدؤوب لكي نصل بمنظومتنا إلى أعلى مراتب التعاون والوحدة، فالعلاقة بين دولنا الستة ولله الحمد علاقة متينة وأصيلة ومتجذرة، وذلك بسبب القيادة الحكيمة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دولنا -حفظهم الله ورعاهم-، والترابط والتآخي بين أبناء شعوبنا الخليجية». القائم بأعمال سفارة البحرين: قمة في ظروف بالغة الدقة أكّد سعادة ناصر فارس القطامي، القائم بأعمال سفارة مملكة البحرين لـ «العرب» أن مخرجات القمة الـ 37 لدول مجلس التعاون ستكون على مستوى التحديات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، وتضيف لبنة جديدة في مسيرة المجلس، بفضل الحنكة والنظرة الثاقبة لقادته. وقال سعادته: «تتشرف مملكة البحرين بقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه باستضافة قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس لدول الخليج العربية في دورة المجلس الأعلى السابعة والثلاثين، وهي قمة بلا شك تعكس أواصر العلاقات المصيرية التي تربط دول مجلس التعاون وشعوبها، وتثبت للعالم أن مسيرة الخير والنماء بين الأشقاء ماضية بعزيمة قادتها الميامين وتكاتف أبنائها الكرام نحو تحقيق الأهداف والغايات المرسومة من قِبَل أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم في مواصلة مسيرة البناء والإنجازات الحضارية والتنموية التي حققها المجلس المبارك منذ تأسيسه». وأضاف: «تتطلع القمة المباركة كما عودتنا دائماً وأبداً إلى إقرار المزيد من البرامج والخطط التي تعزز مسيرة المجلس المبارك وتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس وزيادة الترابط والتكامل، ودفع عجلة العمل الخليجي المشترك نحو التنمية والإنتاجية في المجالات الاقتصادية والتنموية التي تترجم رؤية قادة المجلس في الاهتمام والرعاية بالمواطن الخليجي الذي يعتبر الثروة الحقيقية واللبنة الأساسية في صرح المجلس». واستطرد سعادته: «كما أن انعقاد هذه القمة في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف بالغة الدقة ومستجدات ومتغيرات متسارعة ألقت بظلالها على الساحتين الإقليمية والدولية، وبالتالي فإن هذه القمة سوف توفر الفرصة المناسبة لتبادل الرؤى والتشاور بين القادة لتوحيد الجهود لمواجهة تلك التحديات بما يعمل على ترسيخ دعائم أمن واستقرار في المنطقة، إضافة للعمل على الدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك لآفاق أرحب من التعاون في مختلف المجالات، ونحن على يقين، وبفضل الحنكة والنظرة الثاقبة لقادتنا بأن مخرجات هذه القمة سوف تكون على مستوى التحديات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، وسوف تضيف القمة بعون الله، لبنة جديدة في مسيرة المجلس المباركة. ونوّه سعادته إلى أن «التمرين الأمني المشترك (أمن الخليج العربي 1) الذي أقيم بمملكة البحرين خلال شهر نوفمبر الماضي، بمشاركة كافة الدول الخليجية، جاء تلبية لهذه المتطلبات الذي كان الهدف منه رفع الجاهزية واستعداداً لمواجهة أي خطر في الوقت الراهن أو المستقبل»، لافتاً إلى أن «هذا التمرين يعدّ نموذجاً جيداً للتعاون بين دولنا، وأحد الأدوات الناجعة والمهمة لمواجهة أي تحديات أمنية تواجه المنطقة، خاصة أن ما يمس أي دولة من دولنا الخليجية فهو يمس كل الدول الخليجية». سفير الإمارات: نترقب نتائج تزيد تماسك منظومة «التعاون» أشاد سعادة صالح محمد بن نصرة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالدوحة، في تصريح لـ«العرب»، بالدور التي تلعبه قطر لدعم العمل الخليجي، قائلا: «دولة قطر الشقيقة تلعب دورا فاعلا ومؤثرا في مسيرة مجلس التعاون الخليجي من خلال المشاركة الفاعلة في القضايا والتحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي، وتولي أهمية كبرى لدعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتبذل أكبر الجهود سعيا وراء تحقيق التضامن الخليجي المشترك». وعن الظروف التي تنعقد في ظلها قمة المنامة، أكد سعادته أن «انعقاد أعمال دورة المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستستضيفها العاصمة البحرينية المنامة، يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بظروف سياسية وأمنية دقيقة، وعلى رأسها تطورات الأحداث السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن الشقيق، باعتباره عاملا أساسيا في الحفاظ على استقرار المنطقة. إلى جانب مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق، والجهود الدولية المبذولة لمكافحة التطرف والإرهاب». وأشار في الوقت ذاته إلى «التغيرات الاقتصادية المتلاحقة التي ترتبت على انخفاض أسعار النفط وسعي دول المجلس إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص مستقبلية لضمان استمرار نموها الاقتصادي ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة بما يحقق رؤى وتطلعات شعوبهم.;

مشاركة :