إذا سارت الأمور بشكل طبيعي ولم تحدث أي مفاجآت، فسوف يجد هشام مرسي رئيس الوحدة نفسه وحيداً اليوم، بعد أن تحصلت (النادي) على تأكيدات بغياب جميع رؤساء النادي السابقين عن الاجتماع الإنقاذي الذي نادى له في أعقاب خسارة الفرسان المؤلمة من الفتح أمس الأول 4/2، بجانب ابتعاد تجار مكة الذين هم من الأساس غير حاضرين في المشهد الرياضي، منذ فترة طويلة، وزادت جفوتهم مع جلوس مرسي على الكرسي الأحمر، وربما يعود ذلك لمسألة العلاقات الاجتماعية، حيث فيما مضى كان لرؤساء الوحدة وجاهة تفتح لهم الأبواب المغلقة للحصول على الدعم المادي. وتظل أزمة النادي المكي في المقام الأول مادية،بيد أن ثمة عوامل أخرى يراها بعض المقربين من الوحدة، تتمثل في الهدر المالي على قلته، وسوء التصرف من جانب الإدارة، وسنتطرق إلى كل ذلك في سياق هذا التحقيق، الذي استضفنا فيه عدداً من الأسماء الوحداوية. بداية اعتبر أجواد الفاسي آخر رئيس لمجلس شرف الوحدة، أن مشكلة الوحدة كبيرة جداً، ولن يكون الحل قريباً طالما النادي يدار بذات الفكر، وقال: الوحدة أشبه بالعمارة (المخلخلة)، كل يوم يجيبون (معلمين) لإصلاح الشقوق المتغلغلة، في حين أن الطريقة الوحيدة هي هدم هذه العمارة ببنائها من أول وجديد، وذكر: طالبت منذ فترة بالعمل المؤسساتي، ولم يستجب أحد، واليوم أرى أنه لن يحضر أحد، لأنهم باعوا القضية من زمان، وتابع (الأب الروحي للوحدة): أعتقد أن الوحدة مسؤولية وطنية على عاتق كل مكي، كما وأنها جوهرة أسأل الله أن تكون من نصيبي مع دخولنا عالم الخصخصة قريباً. وعن دعمه للوحدة أجاب: لن يفيد شيئاً، ولو دفعت فلوساً للنادي في هذا الوقت فأنا بذلك سأمر تاريخي، وحول مستقبل مرسي مع الوحدة قال رئيس شرف النادي المكي سابقاً: لا جديد يبقى وضع (الطبطبة) على ما هو عليه، لن يرحل ولن يحصل على مبالغ تستحق وسيبقى الاعتماد على المسكنات من بعض ما يصل للنادي. الوضع صعب في حين شدد عبد الوهاب صبان رئيس الوحدة لفترات مختلفة أن مرسي لا يملك الحل، وقال في تصريحات لـ(النادي): هشام مرسي قدراته المالية لا تسمح له بتقديم شيء للخزين الحمراء وجميعنا يعلم ذلك، وأردف: الوضع صعب جداً، لكننا يجب أن نتذكر دائماً أن هشام مرسي جاء لعدم وجود أي مطامع لمنصب الرئيس، حيث بقي النادي فارغاً لفترات وأصر هو على أن يقود الدفة، ومع الأسف الآن تورط وورط النادي. وفيما إذا كان سيحضر اجتماع اليوم، قال الصبان: ظروفي لا تسمح، وأتمنى التوفيق للنادي. أيضاً تحدث محمد رمضان الرياضي العملاق عن وضع الوحدة، واجتماع اليوم بقوله: سوف يحضر بعض (الكلمنجية) فقط أصحاب الفلاشات، لن نرى أسماء فاعلة أو مؤثرة، وأكمل: تجار مكة آخر همهم الرياضة، ولذلك هم بعيدون عن هذا الجانب، وزاد: أنا اعتبر هشام مرسي فدائي كونه تسلم رئاسة الوحدة وسط ظروف صعبة وعدم وجود داعمين، وإذا غادر بسلامته فلا ألومه، لكنني أخشى من عدم وجود بديل. وسألت (النادي) عن إمكانية حضور كل من الرؤساء السابقين جمال تونسي، أحمد دهلوي، عبدالمعطي كعكي، علي داود، محمد بصنوي، وتوصلت إلى نتيجة نهائية بأنهم لن يتواجدوا اليوم، لظروف مختلفة منها سفر بعضهم خارج المملكة، بينما يرى البعض الآخر أن مرسي هو من دخل برجليه إلى هذه المتاهة، وعليه أن يجد الحلول للخروج منها.