فالس مرشح للرئاسة الفرنسية ويقدم استقالته اليوم

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

العربية - اتجهت الأنظار في فرنسا نحو اليسار، بعد أن استأثرت انتخابات اليمين التمهيدية باهتمام الوسطين السياسي والإعلامي في النصف الثاني من الشهر الماضي قبل أن تنتهي في دورتها الثانية بفوز فرانسوا فيون على ألان جوبيه مسبوقاً بخروج نيكولا ساركوزي من السباق في الدورة الأولى. ويستعد قادة اليسار المشتتون بدورهم لإجراء انتخاباتهم التمهيدية على دورتين في 22 و29 من يناير المقبل. وبعد إعلان الرئيس فرانسوا هولاند المفاجئ مساء الخميس الماضي عزوفه عن الترشح لولاية ثانية وسط انخفاض كبير في شعبيته وتحت ضغط كبير مارسه عليه خلف الكواليس رئيس الوزراء، مانويل فالس، أعلن هذا الأخير مساء الاثنين أنه مرشح لرئاسة الجمهورية وأنه بحكم هذا الترشح لا يمكنه البقاء في منصبه رئيساً للوزراء وسيترك هذا المنصب الثلاثاء. دعوة اليسار المشتت إلى المصالحة والوحدة وقال فالس، الذي يُحمّلُه المحيطون بهولاند مسؤولية دفع الأخير نحو العزوف عن الترشح مجدداً، إنه يسعى إلى المصالحة والوحدة بين مختلف شرائح اليسار، داعياً الفرنسيين عموماً والتقدميين واليساريين خصوصاً إلى رفض طروحات اليمين المتطرف. كما انتقد "البرنامج العائد للثمانينيات" الذي يطرحه اليمين التقليدي ومرشحه للرئاسة فرانسوا فيون. وفي رد على ما تضمنه هذا البرنامج، قال فالس إنه لا يريد أن يعمل الفرنسيون أكثر ليقبضوا أقل، ولا يريد أن يكون عدد رجال الشرطة والمدرسين أقل مما هو عليه اليوم ولن يقبل المساس بالضمان الاجتماعي وأجور وسن التقاعد. استرضاء الناخبين المسلمين وكان لافتاً أن رئيس الوزراء الاشتراكي يحاول جذب ناخبين مسلمين بعد أن استاؤوا من مواقف سابقة له وصفوها بالمتشددة في موضوعات الهجرة والأمن والموقف من الإسلام. وفي معرض استرضائه لهم، قال إنه ضد العنصرية ومعاداة السامية، وكذلك ضد معاداة الإسلام وضد أي تمييز أو تشهير "يستهدف مواطنينا المسلمين والمهاجرين". انتقادات إشتراكية وعقبات وفور إدلاء فالس بـ"خطاب الترشح"، علق بنوا هامون، أحد رموز الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي وأحد المرشحين لانتخابات اليسار التمهيدية، على دعوة رئيس الوزراء إلى الوحدة والمصالحة فقال إن فالس هو مُنظِّر الفرقة وعدم التصالح، فيما أشارت مارتين أوبري، القطب المهم في الحزب الاشتراكي، إلى أن دعمها لترشح رئيس الوزراء للرئاسة "ليس تحصيل حاصل". من جانبهم، يرى مراقبون أن الطريق أمام فالس ستكون طويلة وصعبة لأنه "يمثل يمين اليسار في موضوعات الأمن والاقتصاد والمجتمع والعلمنة". ومن بين الشخصيات الاشتراكية التي تنافس فالس على الفوز بالترشح عن اليسار للرئاسة وزير الاقتصاد السابق، أرنو مونتبورغ (في حكومة هولاند الأولى برئاسة جان مارك إيرولت)، ووزير التعليم السابق، بنوا هامون. كما ينافسه وزير الاقتصاد السابق، إيمانويل ماكرون (في حكومة هولاند الثانية برئاسة فالس نفسه). وستكون أمامه عقبات أخرى من ضمنها أن الكتلة الاشتراكية المؤيدة لفرانسوا هولاند مترددة في إعطاء أصواتها له. كما يُتوقع أن يقضم جان لوك ميلانشان، أحد قادة حزب اليسار (على يسار الحزب الاشتراكي)، نسبة كبيرة من أصوات الناخبين اليساريين. فالس تجنب أخطاء شيراك وبالادور وجوسبان وفسّر مراقبون حرص رئيس الوزراء الفرنسي على الاستقالة من منصبه بعد ساعات على إعلان ترشحه، بالرغبة في تجنب الفشل الذي مُنِيَت به الحملات الرئاسية لثلاثة رؤساء حكومة سابقين احتفظوا بهذا المنصب وترشحوا للرئاسة دون أن يحالفهم الحظ بسبب صعوبة الجمع بين مسؤوليات المنصب والحملة الرئاسية. وهؤلاء الثلاثة هم اليميني جاك شيراك الذي ترشح للرئاسة عام 1988 بينما كان رئيساً للوزراء في حكومة التعايش بين اليمين واليسار في نهاية الولاية الأولى للرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، واليميني إدوار بالادور الذي ترشح للرئاسة عام 1995 بينما كان رئيساً للوزراء في حكومة التعايش الثانية بين اليسار واليمين في أواخر عهد ميتران، وأخيراً الاشتراكي ليونيل جوسبان الذي ترشح للرئاسة عام 2002 بينما كان رئيساً للوزراء في حكومة التعايش بين اليمين واليسار بعد سنتين من بدء ولاية شيراك الأولى. تعديل وزاري ورئيس جديد للحكومة وقد فتح إعلان فالس الترشح للرئاسة الباب أمام تعديل وزاري ستؤدي إليه استقالته من منصبه اليوم. ومن بين الأسماء المتداولة في وسائل الإعلام لخلافته في رئاسة الحكومة: وزير الدفاع، جان إيف لو دريان، وزير الداخلية، برنار كازنوف، وزيرة الصحة، ماريسول تورين، وزيرة التعليم، نجاة فالو بلقاسم (من أصل مغربي)، وزير الزراعة، ستيفان لوفول، ووزير العمل، ميشال سابان. وإن كان لو دريان وكازنوف الأوفر حظاً من بين الجميع. الإليزيه "قصر أشباح" ومنذ إعلان الرئيس فرانسوا هولاند مساء الخميس عدم ترشحه لولاية جديدة، وصف موظفون في الإليزيه القصر بأنه "قصر أشباح" يسوده الحزن والأسف. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن من بين أسباب خطوة هولاند، بالإضافة إلى انخفاض شعبيته وضغط فالس عليه لاستعجال قراره، نصيحة أولاده له بعدم الإقدام على الترشح مجدداً بالنظر إلى استحالة الفوز. ويتساءل مقربون من هولاند كيف سيستطيع فالس أن يفوز في الرئاسة حتى لو فاز في انتخابات اليسار التمهيدية، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن مرشح اليمين القوي، فرانسوا فيون، سيفوز في الدورة الأولى من الرئاسيات في 23 أبريل المقبل بـ31% من الأصوات، تليه مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بـ24%، على أن يحل فالس في المرتبة الخامسة بعد ماكرون وميلانشان بـ9% فقط من الأصوات، ولا يصل بالتالي إلى الدورة الثانية التي سيتواجه فيها فيون مع لوبن فيفوز عليها بـ66% مقابل 34%.

مشاركة :