كتاب من جمع وتحقيق للأديب الراحل حمد خليفة أبوشهاب يحمل بين طياته معلومات وسيرا ذاتية وقصائد لكوكبة متألقة من قدماء فرسان الشعر على أرض الإمارات. العرب [نُشرفي2016/12/06، العدد: 10477، ص(15)] زاد للأجيال القادمة أبوظبي - الشعراء الأولون هم الذين قدموا للشعر العربي الشعبي خاصة دررا من القصائد التي تتجاوز أهميتها النواحي الجمالية والفنية إلى كونها وثائق تؤرخ حقبا مهمة من تاريخ شعوبها. وفي هذا الإطار يأتي اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتراث الشعري الذي يمثل منهلا هاما منه يمكن استلهام التاريخ ليس من باب الحنين بل من قبيل فهم الماضي واستيعابه والتأصيل للحاضر تأسيسا للمستقبل. في هذا الإطار يأتي كتاب “تراثنا من الشعر الشعبي” من جمع وتحقيق للأديب الراحل حمد خليفة أبوشهاب، ويجمع الكتاب بين طياته معلومات وسيرا ذاتية وقصائد لكوكبة متألقة من قدماء فرسان الشعر على أرض الإمارات، حيث يضم الجزء الأول قصائد لاثني عشر شاعرا لهم مكانتهم المميزة في تاريخ الشعر الإماراتي، هم الشاعر ابن ظاهر الماجدي، علي بن محمد محين الشامسي، أحمد بن عبدالله بن صالح بن سبت، يعقوب بن يوسف الحاتمي، خلفان بن علي بن غيث، الشيخ بطي بن سهيل، الشيخ صقر بن خالد القاسمي، حمد بن سرحان، أحمد بن عبدالرحمن أبوسنيده، سعيد بن عتيج الهاملي، مبارك بن حمد العقيلي، والشيخ محمد بن شيخان العماني. الكتاب، الصادر في طبعته الرابعة عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وذلك ضمن سلسلة الأعمال الشعرية الكاملة، بإشراف الأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، تتصدّره مقدمة كان كتبها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مبيّنا فيها أن “تراثنا من الشعر الشعبي هو أحد ينابيع هذه الحضارة التي تألقت في أرضنا وجدانا عربيا إسلاميا مفعما بالحياة، بالحب والجمال والمثل والقيم. إن هذا التراث الغالي ليس بدعا ابتدعناها، ولكنه مفاخر ومآثر خلفها لنا الآباء والأجداد، وأبدعوها من نبضات الأرواح، وغذوها من أقباس القلوب، وبعثوا بها إلينا عبر القرون رسائل حكمة”. وبدوره يقول مؤلف الكتاب الشاعر الراحل حمد خليفة أبوشهاب في مقدمة الكتاب “تراث الأمة هو تاريخها، منه نعرف مآثر أجدادنا ونعرفه لأحفادنا، ذلك أن التاريخ هو أكثر العلوم تأثيرا على العقول، وأحبها إلى القلوب، وتراثنا من الشعر الشعبي هو بلا شك صورة حية لمجتمعنا وما يجري في بيئتنا. إنه يزخر بأجمل المعاني وأعظم الكنوز التي تُجلي نبل الخلق وشجاعة الموقف ونصاعة الحكمة والعبرة”. كما يذكر المؤلف “في هذا الجزء الأول من ديوان تراثنا من الشعر الشعبي نقدم ما استطعنا جمعه من تراث أشعارنا الشعبية على امتداد حقبة طويلة من الزمن، ملأ فيها شعراؤنا الراحلون وجداننا بروائع إنتاجهم الشعري الأصيل. وسوف نواصل مسيرة جمع تراثنا الشعري وتجلياته للأجيال في أجزاء أخرى قدر ما وسعنا الجهد، فليس أكثر إسعادا للنفس من إزاحة ستائر النسيان عن ذلك العطاء الوجداني والحضاري الجليل، وليس أعظم إثراء للثقافة من اكتشاف ما أودعه روّادها الأولون”. وتمثل الصور التراثية الشعرية التي يبرزها حمد أبوشهاب في هذا الديوان النفيس زادا للأجيال القادمة، تستلهم منه أسمى المعاني وأرفع المثل وأغلى المآثر التي خلفها الأسلاف. يذكر أن أكاديمية الشعر قد وقعت مع ورثة الأديب الراحل حمد خليفة أبوشهاب على اتفاقية إعادة إصدار مؤلفاته وإنتاجه الفكري والشعري. ولد الشاعر حمد بن خليفة بوشهاب في عجمان عام 1933، له العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، رحل في عام 2002، بعد مسيرة حافلة بالحب والأدب. وكان قد عمل مديرا لمكتب وزارة الإعلام في الشارقة. أما أكاديمية الشعر في أبوظبي، وهي التي قدمت لنا هذا الكتاب، فهي أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العــربي بشقيــه الفصيـح والنبطــي، وجــاءت فكــرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعا مهما وأصيلا في تاريخ العرب. وعملت الأكاديمية في برنامجها السنوي على النهوض بالأنشطة الثقافية المتعلقة بالحقل الشعري وتنظيم محاضرات وندوات بحثية وورش عمل أدبية بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم. :: اقرأ أيضاً السيرة الذاتية للشاهد المطلق هانز جورج غادامير كتاب القصة القصيرة يعيشون حالة عزلة جرف السيل رواية عن دفء الصعيد المصري وناسه المراكز الثقافية تلبي عطش الجمهور المصري إلى السينما البديلة
مشاركة :