المنامة - افتتحت في المنامة الثلاثاء القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي بدعوات لتكثيف التنسيق بين دول الخليج لمواجهة "الأزمات والتعقيدات" التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط و"المتغيرات" الدولية. وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية التي بثت على الهواء مباشرة "لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من أمور بالغة التعقيد وأزمات بما يتطلب منا جميعا العمل سويا لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية وتكثيف الجهود لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا". وأشار إلى "واقع مؤلم تعيشه بعض البلدان العربية من إرهاب وصراعات داخلية وتدخلات سافرة مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها". وتابع "يؤلمنا ما وصلت إليه الأمور في سوريا وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد"، داعيا المجتمع الدولي إلى "تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم وايجاد حل سياسي". كما شدد الملك سلمان على وجود "جهود مستمرة لإنهاء الصراع" في اليمن دعما "للحكومة الشرعية" والسلطات المدعومة من التحالف الغربي بقيادة الرياض. وافتتح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مساء الثلاثاء أعمال القمة الخليجية الـ37 في العاصمة البحرينية المنامة. وقال إن الاجتماع يأتي في ظل ظروف غير مسبوقة، مشيرا إلى أن مجلس التعاون الخليجي صرح دولي فاعل. وأكد عاهل البحرين أن تمرين أمن "الخليج العربي 1" نقلة رائدة في التعاون الأمني، مشددا "على أن دول الخليج العربي متفوقة في مواجهة الإرهاب". وتنعقد القمة الخليجية التي تختتم أعمالها الاربعاء في وقت تترقب فيه دول الخليج حدوث تغيرات في المقاربة الأميركية لملفات المنطقة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة. وتحدث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن "متغيرات دولية متسارعة وأوضاع صعبة تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا مشتركا لدراسة أبعادها وتجنب تبعاتها لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها". وتحضر القمة السابعة والثلاثين لدول الخليج الست رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تحاول الدفع نحو توقيع اتفاقات تجارية جديدة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وماي هي أول رئيسة وزراء بريطانية وأول امرأة تحضر الدورة السنوية للقمة التي يشارك فيها قادة ومسؤولو دول الخليج وبينهم العاهل السعودي. ويشارك في القمة أيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة ورئيس وزراء دولة الامارات محمد بن راشد ال مكتوم. وعلى هامش أعمال القمة، التقت رئيسة الوزراء البريطانية بقادة الدول الخليجية المشاركين في القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. ويأتي حضور ماي للقمة الخليجية في وقت تواجه فيه حكومتها انتقادات متصاعدة حيال عدم تحركها سريعا لتدارك عقبات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المستوى التجاري. وكان بيان صادر عن الحكومة البريطانية أكد الاثنين أن المسؤولة البريطانية ستركز في لقاءاتها مع قادة دول الخليج الغنية بالنفط على "الاتفاق حول البحث في امكانية التوصل الى اتفاقات تبادل تجاري حر جديدة ما أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي". وقالت ماي عشية وصولها إلى البحرين "سأكون أمام فرصة التشاور مع القادة الستة حول كيفية تطوير علاقاتنا التجارية وتعاوننا في مجالي الأمن والدفاع". وقبيل افتتاح أعمال القمة، التقت ماي بمسؤولين بحرينيين في اجتماعات تركزت على العلاقات الأمنية بين الجانبين، بحسب الوكالة البحرينية الرسمية. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، بدأت بريطانيا بناء قاعدة بحرية في ميناء سلمان قرب المنامة، وهي أول قاعدة دائمة لها تبينها في الشرق الأوسط منذ أربعة عقود. وزارت ماي القاعدة الثلاثاء وقالت أمام 300 من عناصر القوات البريطانية إنها تعمل على "تعزيز دفاعاتنا وتعاوننا الأمني لحماية المواطنين البريطانيين في الداخل والخارج". واعتبرت أن وجود قوات بريطانية في البحرين "يؤكد التزام المملكة المتحدة الدائم بأمن الخليج".
مشاركة :