مازن معروف يفوز بجائزة «الملتقى» للقصة القصيرة

  • 12/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما وصل إلى اللائحة القصيرة مع كلٍّ من أنيس الرافعي وزياد خداش ومحمد رفيع ولطف الصراري، فاز الكاتب الفلسطيني مازن معروف بجائزة «الملتقى» للقصة العربية القصيرة في دورتها الأولى عن مجموعته «نكات للمسلحين» (رياض الريس). وقد أعلن عن فوز معروف بالجائزة خلال احتفال أقيم في الجامعة الأميركية في الكويت، تسلّم فيه الكاتب الشاب درع الجائزة وشهادة تقدير، علماً أن قيمة الجائزة المادية تبلغ عشرين ألف دولار. ومن المقرّر أن تقوم الجامعة الأميركية في الكويت بترجمة المجموعة الفائزة إلى اللغة الإنكليزية، وأن يتكفّل معهد العالم العربي في باريس بترجمتها إلى الفرنسية. وتعليقاً على فوزه، قال معروف بعد تسلّمه الجائزة: «لهذه الجائزة رمزية كبيرة لأنها ترد الاعتبار إلى أدب القصة القصيرة وهي تعزز المشهد الثقافي الفلسطيني وتكرم الكاتب الفلسطيني. فأنا مولود في الشتات ولم أزر فلسطين إلا أخيراً». وكان من بين الحضور عدد من الأدباء والمثقفين مثل: رئيسة مجلس أمناء الجامعة الشيخة دانا ناصر صباح الأحمد الصباح، والأديب طالب الرفاعي. وإضافة إلى «نكات المسلحين»، العمل الفائز، ضمت القائمة القصيرة للجائزة المجموعة القصصية «عسل النون» (روافد) للمصري محمد رفيع، و «مصحة الدمى» للمغربي أنيس الرافعي (العين)، «أسباب رائعة للبكاء» للفلسطيني زياد خداش (الأهلية)، «الرجاء عدم القصف»، لليمني لطف الصراري (أروقة). وكتب محمد رفيع على فايسبوك: «مبروك لمازن معروف، فهو دمث الخلق طموح متأجج الموهبة، تعرفت إليه، وهو ينوي العيش في مصر». وكتب أيضاً: «من قال إني لم أحصل على «الملتقى»، فمن التقى كل هذه المحبة منكم والقلوب الناصعة فقد فاز». تتضمن المجموعة الفائزة أربع عشرة قصة قصيرة تسرد الواقع غير المنطقي من وجهة نظر طفل يعيش حياته اليومية في ظل حرب لا تتصدر موضوع القصص؛ إنما تعتبره واقعاً فانتازياً يعيشه الطفل ومن خلاله يقص المؤلف الرؤى الإنسانية والمفارقات والدعابات الساخرة. وعن فوز مازن معروف كتب رئيس لجنة تحكيم جائزة القصة القصيرة الروائي أحمد المديني: «أن مجموعة القاص الفلسطيني مازن معروف، باكورته، متميزة جداً في المجموعات الأخرى التي وجدت بينها. تحتفي بالحياة من وجوه عديدة، ويصب فيها التاريخ من دون أن تكون وثيقة تاريخية. تنطق بسخرية عميقة، لا فجّة أو سطحية، وهي تعلي قيمة الإنسان من قلب وضع اجتماعي، تاريخي، أزرت به الحروب التي أضحت قدرنا الجديد، فيعود الكاتب بفنه ودهائه، فيزدري بها أيما ازدراء، وذلك بتمثيل وتخييل وتأليف يمتد في المجموعة كلها. ولا يتخلى المكان فيها لأي تفاوت، لذلك تبدو جذابة، مغرية بالقراءة، من أول سطر إلى الأخير. تنقلنا مجموعة مازن معروف إلى أفق سرد قصصي يجعل الروية الفانتازية مدار المحكيات ومناط توالد المعنى والدلالة، وقد تزوجت، وأزدوجت بواقع صلد، قدّ من صخر الحياة، من أصل الأب وانحداره والزراية به؛ من معيش وعلاقات وسلوك فج، ومن مشاعر وتصرفات مستبيحة، أيضاً. إن فن القص القصير هو ما يستطيع أن يجمع الحي والمتأمل والوجودي الشاسع في كتلة نصية مركبة، مغلقة وهي منفتحة في آن. يفعل ذلك، وهو ما فعله معروف بعملية تبئير الواقعي في حده الأقصى، حتى لينقلب أمام عينيك أنت أيها القارئ المنجذب تغدو شغوفاً بهذا الفعل، يتجلى أمامك في صورة خيالية، مستنبتة من محيطه، وقد صيغت بفاعلية التخييل. هذا بعض موهبة مازن معروف في مجموعته المجازة، الفائزة، «نكات للمسلحين» التي تمكنه من أن يلتقط العابر، ويقبض على المنفلت، على المادة الكلاسيكية للقصة القصيرة، فيعيد تأهيلها بواسطة تخييل يقلب المنظور، يسفّه المعقول، ويقلب منطق الاتفاق اليومي، لينتج بالمقابل الطرافة متجلية في المفارق، والساخر، والدعابة، وحتى التهريج المثير، وسواه للإلحاح على معنى واحد يلازمه، ورؤية متماسكة، ومع ذلك لا تقال، وإنما تكمن في الخلف. تصل إلى القارئ كرجع الصدى، هي الحرب، ضحايا هم أبطال القصص، ناس الحياة، في معرض كامل للعطب والمعطوبين، نعم حرب لبنانية؟ فلسطينية، هي عربية، وإنسانية مطلقاً. تقصّها يد صانع أسندت السرد إلى طفل، وهو ما يسّر عملية التحويل. هي إبرة قاص مجرب، بينما هو ناشىء، ينجز اسلوبه اللافت بجملة محكمة؟ ضد أي إسراف لغوي، وأي ترهل بلاغي. وهي أولاً وأخيراً قصص ذات حسب ونسب، وتقدم في آن وعيها ومقترحها الجمالي». «نكات المسلحين» هي المجموعة الأولى للفلسطيني الحاصل على الجنسية الإيسلندية مازن معروف (مولود في لبنان عام 1978 )، علماً أن مجموعته القصصية الثانية صدرت قبل أيام خلال معرض الكتاب العربي في بيروت بعنوان «الجرذان التي لحست أذنيّ بطل الكاراتيه». درس معروف الكيمياء وحصل على شهادة فيها من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية وعمل سنوات بتدريس الكيمياء قبل أن يبدأ مشواره الأدبي في 2008، وصدرت له سابقاً ثلاث مجموعات شعرية. أطلق فكرة الجائزة الروائي طالب الرفاعي وبالشراكة مع الجامعة الأميركية في الكويت، وقد فُتح باب الترشيح من أول كانون الثاني (يناير) وحتى 31 آذار (مارس) الماضيين.

مشاركة :