تساؤلات حول حلقات القرآن ومطالبات بمعاقبة وسائل إعلام إرهابية

  • 12/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وسط حضور لافت انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب الوسائل والاستراتيجيات"، الذي تنظمه جامعة الملك خالد بأبها، حيث شهدت أولى جلساته نقاشات حول دور وسائل الاتصال الحديثة في نشر التطرف والإرهاب، شددت خلالها بعض الأوراق المقدمة على أهمية مراقبة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تنشر أفكارا متطرفة أو تبرر للإرهاب، وفي الإطار نفسه أثارت ورقة قدمها الدكتور رشدي طاهر (جامعة الأمير سونكلا بتايلند) عن دور "محاضن القرآن الكريم في مواجهة الإرهاب" تساؤلات عديدة حول التهم التي توجه لبعض هذه الحلقات، وكيف يمكن الرد عليها بشكل عملي وشفاف، حيث رد المحاضر بأنه تحدث عن تجربة واقعية في جنوب تايلند حيث تعيش الأقلية المسلمة، فقد استطاعت هذه المحاضن والحلقات من حماية الشباب من الانزلاق في طرق التطرف والإرهاب. وكان مدير جامعة الملك خالد الدكتور فالح السلمي، رعى نيابة عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، حفل افتتاح المؤتمر بحضور الأمين العام للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا النمسا، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، ومدير جامعة بيشة الدكتور أحمد نقادي. دور الجامعات أكد مدير جامعة الملك خالد في كلمته خلال الحفل أن جامعة الملك خالد تنظم هذا المؤتمر في إطار إسهامها في خدمة القضايا الوطنية، من خلال العمل الأكاديمي . وأضاف: الأمل معقود على الأقسام المتخصصة في الجامعات لمعالجة قضايا العصر ودور وسائل الإعلام في حماية الأجيال من شرور الأفكار المضللة والتوجهات الهدامة. بدوره قال وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور محمد الحسون إن الجامعة تهدف من تنظيم المؤتمر إلى التعريف بالعلاقة بين الإعلام والإرهاب وطرق انتشاره ومظاهر اختلافه بين الدول، من حيث المفهوم وأساليب المواجهة. وقال عميد كلية العلوم الإنسانية نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور يحيى الشريف إن موضوع هذا المؤتمر يُلامس قضية طالما شغلت العالم، وهي أن الإرهاب الذي قضى على حياة الأبرياء وروّع الآمنين، وأساء إلى صورة الإسلام وقيمه ومثله العليا. 30 جنسية في المؤتمر ذكر المشرف العام على المركز الإعلامي رئيس اللجنة العلمية الدكتور علي شويل القرني أن أعضاء اللجنة العلمية عملوا كمجموعة منذ أكثر من عام لمتابعة التفاصيل العلمية لهذا المؤتمر الدولي، بدءا بوضع الأهداف والمحاور إلى أن انتهت إلى وضع برنامج الجلسات الذي نعيشه اليوم مع افتتاح هذا المؤتمر، وأضاف: يسعدنا أن المشاركات الخارجية وصلت لحوالي 30 جنسية من أوروبا وأميركا وكندا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي. توصيات هادفة قدم الدكتور بنعيسى عسلون من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط المغرب كلمة المشاركين، وقال "هذه بادرة جميلة استجاب لها عدد من الباحثين والمهتمين والمتمرسين من 30 جنسية". وأضاف "نتمنى أن يخرج هذا المؤتمر المهم من خلال محاوره وأهدافه بتوصيات هادفة، وأن يحيط بكافة الجوانب المرتبطة بالإعلام في علاقته بالإرهاب، نظرا لأنها لم تنل حظها الكافي من الطرح والبحث والتمحيص". كما افتتح السلمي المعرضين المصاحبين للمؤتمر وهما "معرض جهود المملكة في مكافحة الإرهاب"، و"معرض الفن التشكيلي والكاريكاتير". ثم كرم الجهات الراعية. من أوراق المؤتمر استغلال الدين أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر في ورقته ضمن فعاليات المؤتمر أن من أهم سمات الفكر المتطرف، وما يترتب عليه من ممارسات إرهابية، هو ميل منظريه ورموزه إلى استغلال النصوص الدينية في غير موضعها لنشر أطروحاتهم المتطرفة، وذلك من خلال تبسيط قضايا دينية، وسياسية بالغة التعقيد. وأضاف أنه من خلال هذا التبسيط تمكن دعاة الفكر المتطرف من حشد الأتباع، خصوصا من بين الشرائح الاجتماعية الأقل حظا من التعليم والثقافة. من جهته، بين الأكاديمي والمستشار الإعلامي الدكتور حمزة بيت المال، في ورقته جهود المملكة لمواجهة فكر التطرف والإرهاب الواسعة انطلقت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كونها أبرز حدث عالمي وضع المملكة في بؤرة الأحداث العالمية. وأضاف: الجهود متعددة، لكن تنقصها متابعة الإنجاز، والدراسات العلمية لتقييم الحالة، وبالأخص الجهود العلمية الفكرية، والإعلامية. وفيما يتعلق بالجهود الإعلامية أوضح أنها في الغالب خبرية مرتبطة بتغطية الأحداث، وانجرفت بل كانت سببا في توسيع شقة الخلاف الفكري الداخلي حول جماعات فكر التطرف والإرهاب، عدا بعض الجهود في الإذاعة والتلفزيون، وأبان أنه في جانب وسائل التواصل الاجتماعي لوحظ عدم وجود حسابات متخصصة، عدا حملة سكينة في المملكة، والتي تدار من قبل متخصصين وبأساليب تفوق أساليب الجماعات المتطرفة. التأليب ضد المسلمين ذكر الأكاديميان الدكتور شون باورز، ونغم الكارهيلي (جامعة ولاية فجينيا) وفي ورقة مشتركة أن دراسة بحثية أعدتها حملة منع التطرف العنيف في بريطانيا عام 2011 أوضحت أن ثمة محاولات تبذل لتأليب العداوة ضد المجتمعات المسلمة لعزلها، وهي نفس النتائج التي توصلت إليها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مراجعة لتلك المبادرة في عام 2014. إرهابيون فوق القانون قدم الدكتور مختار محمد (جامعة تكنولجي مارا من ماليزيا) ورقة رأى فيها أن الإرهابيين يعدون أنفسهم فوق طائلة القانون ويستخدمون الدين أداة لسوق الجهلاء لاقتراف أفظع الجرائم باسم الدين؛ وعن الحلول بين أن الحل الأفضل أن تتضافر جهود كل عناصر الدين والحضارة والقانون والأخلاق لمحاربة الإرهاب، فوسائل الإعلام مكون رئيس لتحقيق هذا المطلب، لأن الإعلام يمكن أن يسخر كوسيلة لصالح أو ضد تلك الجهود التي تصب في محاربة الإرهاب. بدورها قدمت الدكتورة آمنة سلطاني من جامعة "الحاج لخضر" بالجزائر، ورقة عن دور التدابير والإجراءات الإدارية في مكافحة الإرهاب، درست فيها تجربة الجزائر والسعودية، وبينت من خلالها أن أغلب التشريعات العربية، بما فيها التشريع الجزائري والسعودي، تحدثت عن أهمية الوقاية من الإرهاب في المجتمعات كعمليات دائمة وذات أولوية لتطوير النشاطات المجتمعية وترقيتها.

مشاركة :