في بلدة الحولة بريف حمص يبذل السكان كل ما في وسعهم لتوفير ما يمكن أن يعينهم على مقاومة شتاء قاس يطرق الأبواب وحتى لا يُتركوا نهبا للبرد الشديد. وتأتي استعدادات الناس للشتاء في تلك المنطقة المُحاصرة بسبب الحرب المُستعرة في سوريا في وقت لا تتوفر لديهم الاحتياجات الأساسية بما فيها المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود. ويعاني أهل الحولة من الحصار منذ نحو أربع سنوات حيث لا يصل لهم سوى القليل جدا من المساعدات. وأجبرت الحاجة سكان البلدة على البحث عن مصادر بديلة للوقود ليوفروا لأنفسهم بعض الدفء من برودة الشتاء التي لا ترحم. ويقطع رجل من أهالي الحولة يدعى حسن العكش إطارات قديمة ليحرقها من أجل التدفئة. وقال العكش " نحن في ريف حمص الشمالي في منطقة الحولة المحاصرة نحاول ونحن على أبواب الشتاء الاستعداد لذلك في ظل ندرة الوقود الذي اذا وجد فهو باهظ الثمن، لتر مازوت تباع بـ600 ليرة. كل شيء تقريبا مفقود والغاز شبه مقطوع". وقال رجل آخر من القرية يدعى بسام السيد إنه يبدأ في جمع بدائل للوقود قبل شهرين من موعد بدء فصل الشتاء. وأضاف "مع كل صيف نبدأ بالاستعداد للشتاء القادم وتعودنا على هذا الوضع منذ ست سنوات بسبب غلاء الوقود"، مشيرا إلى جمع الحطب وبعض الكرتون قبل شهرين تقريبا من حلول فصل الشتاء. وحتى الحطب أصبح رفاهية مع ارتفاع سعره إلى نحو 100 ألف ليرة سورية (نحو 460 دولارا) للطن. ولأن الشتاء صعب والأسعار تفوق كثيرا ما في متناول اليد فقد اضطرت سورية من أهل الحولة تدعى أم محمد إلى اللجوء لروث البهائم كي تستخدمه في التدفئة خلال الشتاء. وقالت "والله عم نعمل جلة (روث أبقار جاف) عشان الشتوية لأنه بالشتوية المازوت غالي وما فيه حد يقدم لنا. الحمد لله رب العالمين عم نحط قش وشو بيصير لنا من فضلات البقر بنعملهن جلة. بنطبقهن على ايدينا وبنيبسهن وهلا بنفوتهن عالشتوية." وطالبت الأمم المتحدة والجمعية الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري مرارا بتيسير الوصول إلى المناطق المحاصرة في سوريا. وتمكن عمال الإغاثة من توصيل مساعدات إلى منطقة الحولة قبل نحو تسعة أشهر عندما سلمت قوافل إغاثة إمدادات لما يزيد على 70 ألف شخص في المنطقة في مارس/آذار . لكن سرعان ما نفدت تلك الإمدادات ليستمر أهل المنطقة في البحث بأنفسهم عما يعينهم على البقاء على قيد الحياة.
مشاركة :