حشرة المنعطف التاريخي

  • 3/25/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم تجتمع الدول العربية في قمتهم الخامسة والعشرين. خمس وعشرون قمة وآلاف القرارات وآلاف من الملفات ومئات من المتغيرات، ورؤساء غابوا ورؤساء حضروا والثابت في كل تلك القمم جملة: إننا نمر بمنعطف تاريخي بالغ الصعوبة. ولم نعد نعرف متى يمكن تجاوز ذلك المنعطف الخطير وإن كنت أجزم أن الجملة تلك قيلت من شخص أدرك من البدء أن أمتنا العربية تسير في منعطفات حلزونية منذ استقلالها، ومفردة الاستقلال بها مراوغة لغوية حادة أيضا، فالاستقلال من معانيه الواضحة حرية تقرير المصير وهو البند الذي صاغته الأمم المتحدة لتلك الدول لكي تختار طريقها في تحقيق مصالحها إلا أن المضمار الذي انطلق فيه العرب لم يكن من دروب الحرية بل درب وعر مرتبط بالقوى الأخرى، أي أن الاستقلال وحق تقرير المصير كانا حرية مشروطة. ومشكلة العرب أنهم لم يستغلوا الفرصة التاريخية في زمن تقرير المصير بأن يخرجوا ككتلة واحدة بل ارتضوا بتقسيمهم لدويلات تابعة وهو ما يفسر انطلاق كثير من الدول التي كانت خاضعة للاستعمار في أن تتقدم وتنجز وربما يكون ذلك الخطأ التاريخي الأول هو السبب الحقيقي في سيرنا في منعطفات خطرة إلى الآن. وهذا القول ليس فيه إغفال لما انتجته دول الحلفاء عقب الحرب العالمية الثانية من تقسيمات إذ أن الفرص التاريخية التي مرت بالدول العربية كانت كثيفة بحيث تجعل التكتل العربي وحدة واحدة بدلا من وقوف كل دولة بمفردها في مواجهة التحديات الدولية ..ولأن الخطأ قد حدث فإننا لن نبرح هذا الطريق الحلزوني وسوف تتكرر دوما جملة: إننا نمر بمنعطف تاريخي خطر للغاية. واليوم ومع اجتماع الزعماء العرب في قمتهم الخامسة والعشرين لن يحتاجوا لترديد تلك الجملة لإقناع الشعوب العربية بما آل إليه حال العرب، فكل مواطن أصبح يدرك ويحس بأن الجسد العربي ممزق. وصورة القمة الخامسة والعشرين تذكرك بالجسد الممزق الذي لم يعد أي عضو فيه يتألم أو يشكو للجزء المفصول منه، إذ غدا كل جزء يمتلك وجوده الخاص والمتنافر مع بقية الأجزاء الأخرى والطامة أن كل جزء منه لا يرغب في رتقه بقية الأجزاء. فما الذي يحفز على الاجتماع؟

مشاركة :