«منتدى جدة الاقتصادي» وخطاب الداخل والخارج

  • 3/25/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد «منتدى جدة الاقتصادي» يلقى الزخم الإعلامي بعد عامه «14»، لأسباب منطقية إذ فقد جدته وحداثته وغياب النجوم عنه، فاستقر على لقاءات بين رجال الأعمال بدول العالم وبعض الشباب والشابات الطامحين لتبادل الخبرات، أو الاتفاق على إنشاء مشاريع جديدة. والفائدة التي يحصل عليها البلد المنظم إنعاش «السوق الفندقية»، والاتفاقات التي تستطيع جلب رؤوس الأموال إلى السوق السعودية، لخلق فرص عمل جديدة، إن حدثت. كذلك فقد المنتدى الأضواء التي تسلط عليه من أفراد المجتمع بعد أن وضع المحاربون أسلحتهم، أو تخلوا عن نقاشهم العقيم «هل المنتدى الاقتصادي سيفسد المجتمع أم لا، وكأن أفراد المجتمع جاهزون للفساد وكل ما يحتاجونه دفعة صغيرة ليحدث الفساد؟. بعد تفريغ «البالون الكبير من الهواء» ومن الصخب، عاد المنتدى لحجمه الطبيعي والمفيد أيضا، ولكن ليس كما قيل عن فائدته في بداياته، وأصبح من السهولة متابعة خطابات «رجال أعمال الداخل» والقادمين من الخارج، لمعرفة الفروقات بين لغة كل منهم، وكيف يتعامل مع الشعوب والإعلام؟. فالخواجة «جيرمي ليدل وكرمستجي» كان خطابهما تحفيزيا ومجاملا إلى حد يمكن القول إنه لامس «نرجسية» الجماهير، إذ أكدا أن ما شاهداه في السعودية والخليج، يجعلهما على يقين أن كل مواطن خليجي يحمل في داخله جينات «التاجر». صحيح إن «الخواجات» وكما يقال بالعامية «يهكوا / يبكشوا علينا»، فما حدث لشعوب الخليج وخصوصا السعوديين في سوق الأسهم «2006م» يؤكد أنه لا يوجد أي جينة في شعوب الخليج، أو للموضوعية الثلاث ملايين المتضررين من انهيار السوق كانوا لا يحملون جينات التاجر. ولكن وبالتأكيد خطابهما أفضل من خطاب رجل الأعمال وعضو اللجنة التنظيمية للمنتدى وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة «فهد السلمي» الذي راح يوبخ أفراد المجتمع بأن عليهم ألا يبحثوا عن الهفوات في التنظيم لإثارة المشكلات، قبل أن ينتقل توبيخه للإعلام السعودي وأن عليه القيام بدور إيجابي، أي لا ينشر الأخطاء والهفوات ويتفرغ لمدح المنظمين والإشادة بهم. ويبقى السؤال : متى سيتخلص رجل الأعمال السعودي والمسؤول من خطاب التوبيخ، المنطلق من «احمدوا ربكم سوينا لكم منتدى»، ليعوا أن عليهم هم أن يحمدوا ربهم لأن المجتمع مازال يحتمل التوبيخ كل مرة ؟.

مشاركة :