ثمّن عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في نمسيك المغربية الدكتور عبد القادر كنكاي، الجهود التي يبذلها مختبر السرديات وتحليل الخطابات، من أجل النهوض بالبحث العلمي. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها بمناسبة التئام الندوة الرابعة لطلبة دكتوراه تحليل الخطاب السردي في كلية الآداب والعلوم الإنساني في نمسيك بالدار البيضاء، بعنوان «أصوات الغيرية في الرحلات الأوروبية إلى المغرب». وقال كنكاي «إن مبادرات مختبر السرديات وتحليل الخطابات، برئاسة الدكتور شعيب حليفي، هي الوحيدة من نوعها في المغرب، إذ ان كثافة أنشطته، أضحت تطرح تحديا كبيرا على إدارة الكلية لمواكبة هذه الدينامية». وبعدما أعلن رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها الدكتور حسن نجمي عن موضوع الندوة «أصوات الغيرية في الرحلات الأوروبية إلى المغرب» بمشاركة 13 باحثة وباحثا في سلك الدكتوراه، انطلقت الجلسة الأولى، التي أدارها الدكتور الميلود عثماني، منوها بالعمل التواصلي الذي دأب مختبر السرديات على إرسائه والدفع به إلى أقصى الحدود، كما ثمن موضوع الندوة المثير للاهتمام. وعرضت الباحثة منيرة الزغيمري دراسة بعنوان «التمثيل الثقافي وصورة الآخر في رحلة إلى مكناس» لجون وندوس، وقدم الباحث سليمان حجاجي ورقة بعنوان«صورة السلطان مولاي عبد الله بعيون الأسير السويدي ماركوس بيرغ من خلال رحلته الموسومة بـ(وصف الاستعباد في مملكة فاس)». وقدم محمد محي الدين في مقاربته ( قراءة في رحلة يان بوتوتسكي البولوني في رحلة في إمبراطورية المغرب 1791)، وأنهى الباحث أحمد بلاطي أشغال الجلسة الأولى بمقاربة حملت اسم«التاريخ وصور الآخر في رحلة علي باي العباسي إلى المغرب». وأدار الجلسة الثانية الدكتور كريم بيجيت ليلقي الباحث رضوان ضاوي ورقة عنوانها «هاينريش فون مالستان: ثلاث سنوات في شمالي غرب إفريقيا»، وعنون الباحث ميلود الهرمودي مداخلته بـ«بنية الذات من منظور الآخر: رحلة داخل المغرب للدكتور ديكيجي. وختم الباحث زهير كويس العلمي مداخلات الجلسة الثانية بورقة عنوانها (تمثلات الآخر بين الجلي والمضمر من رحلة شارل دو فوكو التعرف على المغرب 1883)». وأدار الدكتور عبد الرحمان غانمي الجلسة الثالثة حيث قام بعرض ورقة الباحثة نادية شفيق التي غابت عن الحضور بسبب وعكة صحية، وعنونت مداخلتها بـ«تحولات الوعي والجغرافيا». مراكش- قبائل الشاوية ودكالة والرحامنة لإدموند دوتي سنة1901. وتضمنت مداخلة الباحث يونس «الغيرية والتخييل في رحلة بيير لوتي، البنيات والدلالات». وأنهى الباحث محمد الدوهو مداخلات الجلسة الثالثة بورقة «تفكيك صورة الآخر في الرحلة الغربية». وانعقدت الجلسة الرابعة بإدارتها الدكتور بوشعيب الساوري. وألقى الباحث عبد الواحد العبدوني ورقة عنونها بـ «رحلة إثيان ريشي بين الأدبي والسياسي»، وعنون الباحث محمد العناز مداخلته بـ «الهوية والموقع الاستكشافي: أندري شوفريان- رحلة إلى المغرب، التي ترجمها فريد الزاهي». وأنهى الجلسة الباحث حميد لغشاوي بمداخلة «صورة المغرب في الرحلات الأنثروبولوجية: الأخوان جون وجيروم طارو- الرباط أو الأوقات المغربية». وتميزت الجلسة الختامية التي أدارها حليفي بنقاش مثمر حيث أوضح أن أسئلة الغيرية الحقيقية لا ترتبط فقط برصد الأوصاف المبثوثة في النصوص الرحلية المحكومة بالسياق الراهن للباحثين ووعيهم الخاص، وإنما تتجاوز ذلك إلى النبش في مجتمع الرحالة والإطار الثقافي الذي صدرت عنه رؤيته للآخر.
مشاركة :