«كسارة البندق».. فانتازيا الأحلام على جليد «أوبرا دبي»

  • 12/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف خشبة «أوبرا دبي» رائعة الموسيقي الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي، «كسارة البندق»، التي تأخذك إلى عالم تمتزج فيه الأحلام بالحقيقة، حيث يقدم العرض عبر الموسيقى ورقص الباليه، الفانتازيا بأبهى حللها على الجليد. حولت خشبة المسرح الذي يستضيف العرض حتى التاسع من ديسمبر، إلى حلبة تزلج مكسوة بالجليد والثلج، لتنقل المشاهد عبر الديكور الدافئ الألوان والإضاءة من الغابات وشجرة الميلاد المزينة بالأضواء والأمنيات، إلى أرض الحلويات الخيالية، وكل ذلك في ساعة ونصف الساعة. تحت خشبة مسرح «أوبرا دبي» امتدت أنابيب المياه التي حولت الماء إلى كثافة ثلجية تصل سماكتها إلى خمسة سنتيمترات، فيما تم وضع ديكور بسيط على المسرح، ليتيح للراقصين استعراض مهاراتهم في رقص الباليه على الجليد. • 14 طناً من الثلج على المسرح. تاريخ كسارة البندق ألف العمل الموسيقي بيتر تشايكوفسكي، وهو مقتبس عن قصة «كسارة البندق وملك الفئران» لأرنست هوفمان. بدأ تشايكوفسكي بكتابة العمل، عام 1891، وأنهاه عام 1892، وقدم لأول مرة في سان بطرسبرغ، فيما صمم الرقصات الأولى للعمل ماتيوس بيبيتا. هناك نسختان من العمل، النسخة الألمانية والروسية، ويعد اسم بطلة العمل هو الاختلاف الأبرز بين النسختين فهي تدعى كلارا في العمل الألماني وماري في الروسي. كما أن هناك نهايتين مختلفتين للعمل. • 1892 العام الذي قدم فيه العمل لأول مرة. • 1934 عرض العمل للمرة الأولى خارج روسيا. • 1891 العام الذي كتب العمل. يبدأ المشهد الأول في الغابة المملوءة بالثلوج، حيث الراقصة ماري تحت الثلج، لينقلنا الديكور عبر ستارة شفافة تفصل بين الغابة ومنزل عائلتها الى أجواء الميلاد، فالعائلة مجتمعة وجميع أفرادها يرقصون وهم يزينون الشجرة، وتتم إضاءتها إيذاناً ببدء الاحتفال بالميلاد. تقدم خلال الاحتفال الهدايا، وتحصل ماري على هديتها المميزة من عرابها الساحر وهي كسارة البندق الخشبية المحفورة على شكل رجل صغير، وينتهي الاحتفال ويخلد الجميع للنوم، فيما تنام ماري بالقرب من لعبتها التي دمرها لها شقيقها خلال السهرة. أثناء نوم ماري تصل مجموعة من الفئران التي تهاجمها، بعد أن يتضخم فجأة كل ما في الغرفة، وتتمكن ماري من التغلب عليها بمساعدة كسارة البندق التي تتحول إلى رجل بالحجم الطبيعي، حيث يساندها جيشه الخاص، ويقضون على الفئران بما فيهم الملك والملكة. ولا يخلو المشهد الأول من الجوانب الكوميدية التي تنفذها الجدة التي قامت بدورها راقصة الباليه أولغا شاروتينكو، إلى جانب العروض الساحرة التي تحمل التلاعب بالضوء وإخفاء الجدة من المسرح. المشهد الثاني يتجه إلى الفانتازيا في العرض، سواء لجهة الديكور الذي يتحول الى غابة الصنوبر المكسوة بالثلوج المنهمرة، ثم الأجواء الرومانسية التي ترافق رقص ماري مع كسارة البندق التي تتحول الى أمير وسيم يقوم بدوره برغدان بيريزنكو، فيرقصان معاً وحولهما حبيبات الثلج المنهمرة وسط كيروغرافيا خيالية، ثم يسافر بها الأمير رقصاً الى أرض الحلويات، ويصل الى قصره الذي تحكمه جنية السكريات. يغلب على المشهد الثاني الرقص الاستعراضي، فهو يحمل رقصات من بلدان عديدة، ومنها اسبانيا، والصين، وروسيا، إلى جانب استعراض الرقص على الحبال باستخدام النار، ما يجعل العمل متجهاً الى الإبهار، فيغيب الجانب القصصي قليلاً، الى ان يختتم العرض بتتويج ماري وأميرها حاكمين على أرض الحلويات، لتستيقظ في الختام وتدرك أنها كانت غارقة في الأحلام. وقال المخرج الفني للعمل طوني ميرسير، لـ«الإمارات اليوم»: «تم استخدام 14 طناً من الثلج على المسرح، مع وجود الأنابيب في خلفية المسرح، التي تم توصيلها الى ما تحت المسرح، في حين تم تعديل الحرارة الى سبع درجات تحت الصفر للحفاظ على الجليد بسماكته التي تتيح الرقص». ولفت إلى أن الاختلاف الوحيد في هذا العمل عن غيره، أنه في النهاية يعيد المشاهد الى نقطة البدء، فماري ترى في المشهد الثاني كل الشخصيات الموجودة في المشهد الأول، وإنما من خلال شخصيات أخرى، وهذا ما يجعلها تفكر ملياً في ما إذا كان ما تراه حلماً أم لا». وأشار الى أن الشخصية الأساسية في العمل الأساسي تدعى كلارا، ولكن اسمها ماري بالنسخة الروسية، مشدداً على أن العمل الذي يقدمه منذ سنوات، حمل بعض التعديلات التي قام بها منذ تقديمه لجهة الكيروغرافي، خصوصاً في دور الجدة، الذي منحه الفكاهة الى حد ما، إضافة الى المشهد المتعلق بالسحر وإخفاء الجدة، حيث تم أخذ حقوقه من الساحر الشهير ديفيد كوبر. ولفت ميرسير، إلى أن العمل يضم ما يقارب 24 راقصاً، يعملون على الرقص على الجليد ويمثلون في الوقت عينه، وعليهم إقناع الجمهور بالتمثيل، موضحاً أنه يقدم العمل منذ عام 2004، وقد عرضه في 27 دولة، وشاهده أكثر من أربعة ملايين. وحول الأخطاء على المسرح، لفت المخرج الى أنها تحدث أحياناً، إما بسبب خطأ يقوم به المرء بنفسه، أو يكون بسبب خطأ يقوم به الراقص المقابل له، ولكن هذه الأخطاء ليست خطيرة، منوهاً بتفضيله المسارح على حلبات التزلج الكبيرة، موضحاً «تكون الحلبة الكبيرة في غاية البرودة بالنسبة للمتفرجين، وثانياً، تكون المقاعد بعيدة عن الحلبة ولا يمكن رؤية الراقصين بشكل جيد، في حين أن مساحة 10 أمتار تعد كافية للقيام بالحركات كلها، وأن المسرح الخاص بالأوبرا يصل عرضه إلى 14 متراً، وهو كافٍ للقيام بالعروض».

مشاركة :