أعلنت روسيا، أمس الخميس (8 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات الجيش السوري في أحياء حلب الشرقية بهدف ضمان إجلاء آلاف المدنيين الذين تحاصرهم المواجهات. وبعد إعلان موسكو المفاجئ، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تراجع وتيرة القصف المدفعي والمعارك مع توقف الغارات الجوية. بدوره، أكد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب توقف الغارات الجوية، وقال: «إن القصف المدفعي بات أخف حتى أن أصوات الرشاشات التي لم تكن تتوقف خفت كثيراً»، لافتاً إلى حالة من الهدوء تسود شرق المدينة.موسكو تعلن بشكل مفاجئ وقف العمليات القتالية للجيش السوري في شرق حلب حلب - أ ف ب أعلنت روسيا أمس الخميس (8 ديسمبر/ كانون الأول 2016) وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات الجيش السوري في أحياء حلب الشرقية بهدف ضمان إجلاء آلاف المدنيين الذين تحاصرهم المواجهات. وبعد إعلان موسكو المفاجئ، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تراجع وتيرة القصف المدفعي والمعارك مع توقف الغارات الجوية. بدوره، أكد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب توقف الغارات الجوية وقال إن «القصف المدفعي بات أخف حتى أن أصوات الرشاشات التي لم تكن تتوقف خفت كثيراً» لافتاً إلى حالة من الهدوء تسود شرق المدينة. ورداً على إعلان لافروف، قال عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف للصحافيين عبر الإنترنت «لا علم لنا بشأن ما تحدث به لافروف عن وقف العمليات النشطة لقوات النظام في مدينة حلب بهدف إجلاء المدنيين والجرحى». ورأى أنه «لا يمكن التعامل مع تصريح كهذا إلا من خلال خطوات تنفيذية بضمانات الأمم المتحدة» مضيفاً «رغم تشكيكنا بالتزامهم ولكن من المبكر جداً الحديث عن مدى التزام الروس والنظام بوقف العمليات» العسكرية. وكان لافروف صرح على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ألمانيا بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية «أستطيع أن أقول لكم اليوم أن العمليات القتالية للجيش السوري أوقفت في شرق حلب لأن هناك عملية كبيرة قائمة لإجلاء المدنيين». وقال «سيكون هناك ممر لإجلاء ثمانية آلاف شخص لمسافة خمسة كيلومترات». وتعليقاً على كلام لافروف، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست أمس (الخميس) إن «هذا يعد مؤشراً إلى أن شيئاً إيجابياً يمكن أن يحدث». إلى ذلك، أشار لافروف إلى أن مفاوضات عسكرية ودبلوماسية ستعقد السبت في جنيف «لإنهاء العمل (...) الذي يحدد وسائل حل المشاكل في شرق حلب». وكانت قوات الجيش السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية واصلت تقدمها نحو الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب، في محاولة لتحقيق «تحوّل في مجرى الحرب»، بحسب وصف الرئيس السوري بشار الأسد. ومن شأن استكمال الجيش السوري، سيطرته على ثاني المدن السورية أن يشكل نكسة كبيرة للمعارضة المدعومة من الغرب ودول عربية عدة. وسيشكل ذلك أكبر إنجاز عسكري للنظام استراتيجياً ورمزياً منذ بدء النزاع في 2011. وافاد المرصد السوري بأن المعارك تركزت الخميس في أحياء صلاح الدين وبستان القصر، وأن مقاتلي المعارضة ردوا بقصف الأحياء الغربية بالقذائف. وتزامنت المعارك وفق المرصد مع قصف مدفعي وجوي لقوات الجيش السوري على أحياء عدة بينها السكري وبستان القصر والفردوس والزبدية والكلاسة. وباتت القوات السورية وفق المرصد، تسيطر على أكثر من 85 في المئة من الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وقال الرئيس السوري، بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة «الوطن» السورية نشرت أمس (الخميس) إن حسم المعركة في حلب سيشكل «محطة كبيرة باتجاه» نهاية الحرب. كما اعتبر أن فشل مقاتلي المعارضة وداعميهم في معركة حلب «يعني تحول مجرى الحرب في كل سورية، وبالتالي سقوط المشروع الخارجي سواء كان إقليمياً أو غربياً». وتعتبر حلب حالياً الجبهة الرئيسية في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمس سنوات بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان. وانتقد الائتلاف السوري المعارض الخميس في بيان «عجز المجتمع الدولي عن القيام بواجبه تجاه حماية المدنيين». نداء من «الخوذ البيضاء» ووجهت منظمة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني السوري الذي يعمل في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، الخميس نداءً إلى المنظمات الدولية طالبت فيه «بتوفير ممر آمن بشكل عاجل لجميع متطوعي الإنقاذ وعائلاتهم والعاملين الآخرين في المجال الإنساني ضمن المدينة». وأبدت مخاوفها من أن يتم «التعامل مع جميع متطوعي الدفاع المدني والعاملين في المجال الإنساني باعتبارهم مجموعات إرهابية». وجددت الأمم المتحدة أمس (الخميس) دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في شرق حلب حيث ينتظر مئات من الأطفال المرضى أو المصابين إجلاءهم من مناطق المعارك. وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية في سورية، يان إيغلاند خلال مؤتمر صحافي في جنيف «يجب أن تكون هناك هدنة». وأضاف «في الوقت الحالي أولئك الذين (...) يحاولون الفرار يجدون أنفسهم في مرمى تبادل إطلاق النار والتفجيرات وقد يشكلون أهدافاً لقناصة معزولين»، مشيراً إلى أن «مئات الأطفال والمرضى والجرحى (...) يجب أن يخرجوا «من الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات الجيش السوري. على جبهة أخرى في سورية، أحصى المرصد مقتل 34 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين في هجوم مفاجئ شنه تنظيم «داعش» أمس (الخميس) في محافظة حمص، حيث باتت أقرب نقاط وجوده تبعد أربعة كيلومترات من مدينة تدمر الأثرية.
مشاركة :