أكدت دولة قطر استمرارها في الإيفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه اللاجئين، ومواصلة تقديمها الدعم اللازم لأنشطة وبرامج مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من أجل تعزيز قدراتها للتغلب على التحديات والمصاعب التي تواجه عملياتها في مختلف أنحاء العالم. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي أدلى به سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف خلال الحوار التاسع للمفوض السامي لشؤون اللاجئين حول تحديات الحماية. وأوضح سعادته أن مشكلة اللاجئين أصبحت في الوقت الحالي من أصعب التحديات وأعقد المشكلات التي تواجه دول العالم، إذ تتعدد جوانبها وآثارها، وتستمر بالتزايد في عالم تتضاعف فيه الأزمات وتبرز فيه حالات لجوء ونزوح جديدة، تتزامن مع عجز المجتمع الدولي عن تقديم الدعم الكافي لهم، أو الوصول إلى حل ينهي مأساتهم وأوضاعهم المؤلمة. وقال إن دولة قطر تؤكد أن توفير التعليم للأطفال اللاجئين والنازحين يعتبر وسيلة هامة للحفاظ على الحياة بالنسبة للذين يجدون أنفسهم محاصرين في مناطق النزاع أو مشردين في مخيمات اللاجئين المتناثرة، مضيفا أنه إدراكا من دولة قطر لهذه الحقيقة أطلقت «مؤسسة التعليم فوق الجميع» المبادرة العالمية (علم طفلا) في عام 2012، بهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من حقهم الأساسي في التعليم في جميع أنحاء العالم نتيجة الفقر والتفرقة والنزاعات، كما أنها تعمل المبادرة في 40 بلدا من خلال 45 مشروعا، أين تم الوصول إلى أكثر من 6 ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس. وأفاد سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب بأنه تم في شهر ديسمبر 2015 إطلاق شراكة جديدة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمدة 3 سنوات لتوفير التعليم لنحو 450 ألف طفل من المتأثرين بالنزاع والتهجير القسري في إفريقيا والشرق الأوسط. وأشار إلى أن دولة قطر كانت أعلنت خلال استضافة الدوحة لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي استضافته في عام 2015 عن إنشاء صندوق للتعليم والتطوير المهني لصالح النازحين واللاجئين ضحايا الصراعات القائمة في الشرق الأوسط وذلك، بهدف إنقاذ مستقبل جيل من الأطفال والشباب الذين ستعتمد عليهم دولهم في مراحل إعادة البناء وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن صندوق قطر للتنمية أطلق -من جهة أخرى- وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين في نيويورك «مبادرة دولة قطر لتعليم وتدريب اللاجئين السوريين QUEST»، لتوفير التعليم والتدريب لنحو 400 ألف لاجئ سوري في الداخل السوري، وفي الأردن ولبنان والعراق وتركيا، والتي تستمر لمدة 5 سنوات، ويتجاوز المبلغ الإجمالي لهذه المبادرة مبلغ 100 مليون دولار أميركي، نحو 400 مليون ريال، ويتشارك فيها عدد من المنظمات القطرية الخيرية والتنموية والإنسانية مثل مؤسسة التعليم فوق الجميع، ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف)، وجمعية قطر الخيرية، ومؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، ومؤسسة صلتك. وقال سعادته إنه سيتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع عدد من الشركاء، من أبرزهم منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «الأوتشا»، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. إشادة بدور مفوضية شؤون اللاجئين أعرب سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف عن تقدير دولة قطر للجهود المميزة التي تقوم بها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والسيد فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، من أجل تعزيز حماية اللاجئين وضمان حقوقهم، مثلما تعرب عن أملها في أن يحقق هذا الحوار الأهداف المرجوة منه، خاصة أن هذا الموضوع مهم للغاية ويتعلق بحماية الأطفال وخاصة اللاجئين والنازحين الذين يشكلون وفق تقديرات الأمم المتحدة أكثر من نصف العدد الإجمالي للاجئين في العالم، ويتعرضون لمخاطر الاعتداء أو الإهمال أو العنف أو الاستغلال أو الاتجار أو التجنيد الإجباري.;
مشاركة :