تقرير التليفزيون السوري عن هجوم إسرائيلي على مطار عسكري غربي دمشق كان استثنائيا. الإعلان ذاته عن الهجوم الإسرائيلي غير معتاد، ولكن الأكثر من ذلك هو الإشارة إلى استخدام صواريخ أرض-أرض وليست صواريخ جو-أرض، كما كان الأمر في معظم الحالات التي ذكرها الإعلام السوري في الماضي. من المرجح أنها محاولة إيرانية لنقل قذائف أو صورايخ أرض-أرض دقيقة إلى «حزب الله» كما ألمح حتى وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان إلى ذلك خلال لقائه اليوم مع سفراء الاتحاد الأوروبي. يمكن أن نستنتج من التقرير أنه تم مهاجمة الأهداف في المطار الذي ينزل فيه الإيرانيون عادة شحنات الأسلحة النوعية التي ينقلونها عبر سوريا إلى «حزب الله» في لبنان. بالطبع هناك احتمال أن إسرائيل هاجمت شيئا آخر غير شحنات الأسلحة إلى «حزب الله»، ولكن هذا احتمال بعيد وحتى غير معقول. إسرائيل لا تتدخل في الحرب الأهلية السورية، وإن كانت تفعل ذلك فإنه فقط بعد انتهاك السيادة على أراضيها من قبل سوريا أو أحد التنظيمات العاملة على أرضها. هنا، على ما يبدو، ربما يتعلق الأمر بمحاولة أخرى لنقل سلاح إلى «حزب الله»، مثل تلك التي أحبطت وفق منشورات أجنبية في الأسبوع الماضي. إذا كانت إسرائيل استخدمت صورايخ أرض-أرض وليس تسليحا جويا، فمن المحتمل أنها فعلت ذلك لتجنب احتمال أن يحذر الروس السوريين من الهجوم الإسرائيلي. وهناك احتمال آخر هو أن إسرائيل تخشى أن يحاول الروس اعتراض طائراتنا باستخدام بطاريات صورايخ SA-300 وSA-400. وهذا احتمال بعيد وأقل رجاحة، ولكن يجب أخذه بعين الاعتبار. لقد قرر الأسد عدم الاستفادة من مساحة النفي التي وفرتها له إسرائيل عندما امتنعت عن الإعلان عن الهجوم أو تأكيد وجوده، وذلك على خلاف حالات سابقة فضل السوريون فيها على الأغلب أن يتجاهلوا الهجمات الإسرائيلية واعترفوا بها فقط عندما لم يكن لديهم خيار آخر. هذه المرة بادروا بالإعلان.;
مشاركة :