قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس (الخميس)، أن من الضروري أن تحسن الولايات المتحدة علاقاتها مع الصين التي انتقدها لسياساتها الاقتصادية وإخفاقها في كبح جماح كوريا الشمالية. وأضاف ترامب أمام تجمع حاشد في أيوا: «إحدى أهم العلاقات التي يجب أن نحسنها وعلينا أن نحسنها هي علاقتنا بالصين». والولايات المتحدة والصين هما صاحبتا أكبر اقتصادين في العالم. وكان ترامب انتقد الصين مراراً خلال حملته الانتخابية، وأثار احتجاجاً ديبلوماسياً من بكين الأسبوع الماضي، بعد أن تحدث هاتفياً مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون. وتعتبر الصين أن تايوان إقليم منشق. وكان هذا الاتصال الأول على مستوى رفيع يقوم به رئيس منتخب أو رئيس للولايات المتحدة منذ اعتمد الرئيس جيمي كارتر سياسة «صين واحدة» في العام 1979، التي لا تعترف سوى بحكومة بكين. وواصل ترامب انتقاداته لبكين خلال التجمع الذي جاء ضمن جولة يقوم بها للتعبير عن امتنانه للولايات التي ساعدته في الفوز على مرشحة «الحزب الديموقراطي» لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون الشهر الماضي. وتابع ترامب: «لديكم السرقة المهولة للملكية الفكرية وفرض ضرائب جائرة على شركاتنا، ولا تساعدون (في التعامل مع) تهديد كوريا الشمالية مثلما ينبغي... بخلاف ذلك كانوا رائعين... أليس كذلك؟». من جهة ثانية، قال مسؤولون أميركيون مطلعون أن ترامب يتلقى في المتوسط ملخصاً بمعلومات الاستخبارات مرة أسبوعياً، وهو ما يقل كثيراً عن معظم من سبقوه من رؤساء. وعلى رغم أنه أمر غير ملزم، فإن الرؤساء المنتخبين في ما سبق كانوا يرحبون بالفرصة لتلقي الملخص اليومي الذي يطلع عليه الرئيس، وهو الوثيقة الأعلى سرية في الحكومة بانتظام. ولم يتضح بعد لماذا قرر ترامب ألا يحصل على الملخصات بمعلومات الاستخبارات التي يحصل عليها الرئيس باراك أوباما بمعدل أكبر. وقال مسؤول في فريق الرئيس المنتخب المشرف على عملية الانتقال أمس، أن ترامب يتلقى ملخصات عن الأمن القومي بما في ذلك الملخصات الرئاسية اليومية، لكنه امتنع عن تحديد محتواها أو معدلها قائلاً أن هذه أمور سرية. ولفت أحد المسؤولين الى أن ترامب طلب ملخصاً واحداً على الأقل وربما أكثر من أجهزة الاستخبارات عن موضوعات بعينها. وامتنع المصدر عن تحديد الموضوعات التي يهتم بها الرئيس المنتخب، لكنه قال أنها لم تشمل حتى الآن روسيا أو إيران. وأثار تعامل ترامب مع ملخصات معلومات الاستخبارات انتقادات من النائب آدم شيف، أكبر عضو «ديموقراطي» في «لجنة الاستخبارات» في مجلس النواب. وقال: «إنه أمر مثير للقلق أن يكون لدى الرئيس المنتخب وقت للقاءات الجماهيرية ولا يكون لديه وقت للاطلاع على معلومات الاستخبارات». وفي الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة التي جرت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، تلقى ترامب ومجموعة من مستشاريه تلخيصاً لمعلومات الاستخبارات مرتين على الأقل من مسؤولين في الاستخبارات عن قضايا تتصل بالأمن القومي. لكن المعلومات التي كانوا يتلقونها قبل الانتخابات لم تشمل نوعية الأسرار التي ترد في التقارير الحالية ويطلع عليها أوباما وترامب ونائبه مايك بنس. وتشمل هذه الأسرار معلومات عن مصادر التجسس الأميركية والعمليات السرية خارج البلاد.
مشاركة :